صورة من الارشيف مكنت التحقيقات التي أجرتها مصالح أمن غرداية ومحافظات الأمن بدوائر جنوب الولاية، مع رعيتين من جنسية مالية تم توقيفهما نهاية الأسبوع الماضي مع مجموعة من "الحراڤة" الأفارقة وبحوزتهما وثائق وأختام لمصالح حكومية بدولة مالي وجوازات سفر مزورة، من اكتشاف شبكة دولية منظمة تعمل في المتاجرة بالممنوعات عبر الشريط الحدودي... * وقد اعترفت الرعيتان اللذان ضبط بحوزتهما مواد كيماوية استعملاها في عمليات نصب واحتيال على أشخاص من عديد المدن الجنوبية، بأن نشاط هذه الشبكة يمتد عبر ثلاث دول إفريقيا هي نيجيريا ومالي والنيجر ليصل إلى مدينة مغنية بالحدود الغربيةالجزائرية، مرورا بعدد من ولايات الجنوب كتمنراست، أدرار وغرداية. * العصابة يشرف على تسييرها حسب النتائج الأولية للتحقيق جزائريون وماليون اعتمدوا منذ سنوات تهريب أعداد كبيرة من الراغبين في عبور التراب الوطني بطرق غير شرعية من الرعايا الأفارقة رجالا ونساء نحو المدن الجنوبية ومن ثم إلى الشريط الحدودي بولايات الغرب كتلمسان ومغنية التي يتخذونها محطات لعبور أفواج الهجرة السرية نحو دول أوروبا مقابل مبالغ من العملة الصعبة يتفق عليها مسبقا مع هؤلاء، واعترف الرعيتان أن دخولهما إلى التراب الوطني كان بعد اتفاق مبرم عبر شبكة الأنترنيت بينهم وبين أشخاص من داخل الجزائر يقضي بتسهيل ظروف العبور والإقامة لأفراد جماعات الهجرة غير الشرعية بكامل المدن الجنوبية الواقعة على طول مناطق العبور المعهودة، كما كشف التحقيق أن الماليين اعترفا بأن العديد من رفقائهم في رحلة الهجرة نحو مدن غرب وشمال البلاد من الجنسيات المختلفة لا يصلون إلى النقاط الحدودية بعد استنزاف مواردهم المالية ليجدوا أنفسهم في شوارع المدن الكبرى بالجنوب، أين يتحول أغلبهم إلى احتراف الشعوذة والتحضير لعمليات نصب واحتيال على مواطنين بغية إسقاطهم في فخ نسخ الأوراق النقدية من فيئه ال 200 و500 و1000 دج، كما اعترف الموقوفان حسب مصادرنا بأن البعض من فتيات أفواج الهجرة السرية يدخلن سوق الرقيق بالجنوب، حيث يتم بيعهن لأصحاب المال وتجار من أجل المتعة، فيما يتجه البعض منهن نحو بيوت العائلات الثرية بولايات الغرب لاستغلالهن على أوسع نطاق. * تحركات هذه الشبكة المكثفة واعترافات العديد من الموقوفين مؤخرا مكن مصالح الآمن من كشف مخطط خطير كان يجري التحضير له عبر لقاءات متقطعة تمت بولاية تمنراست في الأشهر القليلة الماضية تم من خلالها عرض فكرة تسخير قدرات بقايا أفواج الهجرة السرية من الرعايا الأفارقة ضمن التنظيمات المسلحة بغرض الاستفادة منها في تمرير حمولات السلاح والذخيرة نحو مدن الشرق مرورا بمدن وسط الصحراء، وتواجه مصالح الأمن بالمدن الجنوبية صعوبة في تحديد مكان تحرك البعض من هؤلاء الأفارقة بمدن أقصى الجنوب سواء القادمين من دول الجوار عن طريق الأفواج السرية، أو المطرودين من التراب الوطني، لأن أغلبهم لا يعودون إلى مواطنهم الأصلية، بل يستقرون بالحدود الجنوبية بشكل غير شرعي لممارسة أنشطة التهريب المعهودة لتوفير موارد مالية إلى حين معاودة العبور إلى داخل التراب الوطني، ولضمان بقائهم بهذه المناطق لا يتردد الكثيرون منهم في التعامل والخضوع لإغراءات الجماعات المسلحة بالجنوب، أين وجد عدد منهم في هذه الصفقة تجارة مربحة وفضل البقاء والاستقرار بالمدن الحدودية جنوب البلاد بعد التنسيق الميداني مع جزائريين أصبحوا يؤسسون مقابل مبالغ مالية زهيدة تأتي عن طريق وسطاء بين التنظيمات المسلحة وشبكات الهجرة السرية، ما بات يعرف هنا بالقواعد الخلفية لظاهرة أفواج الهجرة السرية المسلحة بالجنوب.