أشارت دراستان نشرتا في المجلة العلمية المتخصصة "ساينس"، إلى أن التركيب الكيميائي في الغلاف الجوي التابع لكوكب المريخ لم يتغير كثيراً، خلال الأربع مليارات سنة الماضية، إذ لا تزال نسبة كثافته أقل مقارنة بالغلاف الجوي التابع لكوكب الأرض، فضلاً عن أن العناصر المتواجدة فيه ليست صديقة للكائنات الحية. ويتكون الغلاف الجوي للكوكب الأحمر من غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 96 في المائة، مقارنة بغاز النيتروجين الذي تبلغ نسبته 78 في المائة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض. كذلك يحتوي الغلاف الجوي للمريخ كمية قليلة من الأوكسجين لا تتعدى 0.1 في المائة، مقارنة بنسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي للأرض التي تبلغ 19 في المائة. وقال مدير مكتب الأدوات العلمية للكواكب في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" "كريس وبستر" إن مركبة "كيوريوسيتي" لم تكتشف غاز "الميثاين" على الكوكب الأحمر والذي يصدر عادة عن الكائنات الحية لدى هضمها للمواد الغذائية، ما يؤكد عدم وجود الحياة. ويعتقد العلماء أن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر كان أكثر كثافة بمعدل مائة مرة مقارنة بالغلاف الجوي لكوكب الأرض، وذلك منذ 4.5 مليارات سنة. وأشار "وبستر" إلى أن هذه الكثافة تبلغ حالياً فقط واحد في المائة، موضحاً أن "المريخ قد يكون اصطدم بكوكب بحجم بلوتو، ما أدى إلى التغير في تركيبة غلافه الجوي". يذكر أن مركبة "كيوريوسيتي" قدمت للعلماء أدلة جديدة تثبت أن الكوكب الأحمر كان مأهولاً. وأعلنت "ناسا" أن الحياة وجدت سابقاً على الكوكب، بسبب اكتشاف آثار تدل على توفر الماء في الماضي. من جهته قال رئيس مختبر تجارب الغلاف الجوي في وكالة الفضاء الأمريكية، "بول ماحافي" وهو أشرف على الدراسة الثانية إن "استعادة كثافة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، يجعل من مهمة وجود الحياة عليه مهمة أسهل". يذكر أن "ناسا" ستطلق في نوفمبر المقبل، مركبة فضائية تحمل اسم "مايفين" بهدف قياس النسبة الحالية لفقدان المواد الأساسية في تركيبة الغلاف الجوي.