أول قصة في الدنيا انطلقت برجل وامرأة، والله عزوجل خلق آدم بيديه ونفخ فيه من روحه واسجد له الملائكة ونصره على ابليس واستمرت التكريمات ثم ادخله الجنة وقال له لها فيها ما شئت... لكن المالك الجديد للجنة وما فيها استوحش ولم يأنس فخلق الله له امرأة منه لمدى القرب واللحمة الواحدة فكانت حواء هي الحياة التي يستطيب بها كل شيء. س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيتها الدكتورة الفاضلة أريد أن أطرح عليك مشكلة ابني والتي تتلخص في أنه تزوج منذ فترة، وبعد أربعة أشهر من زواجه أنجبت زوجته مولودا كامل الخلقة، يزن 4 كلغ، وأكد لنا الأطباء بأن وزنه هذا يدل على أنه ولد في الوقت الطبيعي الذي تتم فيه الولادة العادية والتي تكون بعد تسعة أشهر من الحمل، وابني لا تربطه بهذه الفتاة أيّ علاقة قبل الزواج بل إنه لم يكن يعرفها من قبل وأنه بمجرد تعرفه عليها تمّ الزواج بعد أسبوع، فهل هذا الولد يعتبر حفيدا لي وولدا لابني أم لا، خاصة وأن ابني رفض رفضا قاطعا أن يسجل على اسمه في الدفتر العائلي؟ أجيبونا فإن قلوبنا تحترق من الغيظ أثابكم الله. ج: إن امرأة ابنك التي ولدت بعد زواجها منه بأربعة أشهر ولدا كامل الخلقة صارخا ويزن 4 كلغ، نقول لك إنّ هذا الولد لا ينسب لولدك خاصة وأن ابنك لا تربطه بهذه الفتاة أيّ علاقة قبل الزواج بل إنه لم يكن يعرفها من قبل وأنه بمجرد تعرفه عليها تمّ الزواج بعد أسبوع من ذلك لأنّ فقهاءنا قالوا يكون الولد للفراش أي ينسب للزوج إذا ولدته بعد ستة أشهر من يوم زواجه ودخوله بها، وقد أخذوا ذلك من قوله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا) وقوله: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) فالإرضاع مدته أربعة وعشرين شهرا أي حولين، والحمل والرضاع مجتمعان مدتهما ثلاثون شهرا، فتكون بذلك أقل مدة الحمل ستة أشهر، وما دامت هذه المرأة قد ولدت مولودا كامل الخلقة بعد أربعة أشهر فلا ينسب لابنك، وذلك لأنّ النسب تترتب عليه أحكام كثيرة كالميراث، والمحرمية، بين هذا المولود وبين ابنك، وبين هذا المولود ومحارم ابنك، وعليه نقول بأنه ليس ابنا لولدك، ولا تثبت له كل هذه الأحكام، إذ يعتبر ابن زنا، ولهذا الزوج الحق في نفي هذا المولود، وعدم تسجيله في الدفتر العائلي، بل لو تطلب الأمر في إثبات نفيه نسب هذا المولود اللجوء لاستخدام الوسائل الحديثة كتحليل الحمض النووي لكل من الزوج وهذا المولود، سائلين الله عزّ وجل أن يزيل هذه الظواهر السيئة من مجتمعاتنا وأن يبعد الخداع عن أسرنا آمين.
س: عندي أخت تتبع الموضة كثيرا، وتهتم بشكلها إلى درجة أنها تبقى ساعات أمام المرآة قبل الخروج من البيت، وهي ترتدي حجابا تسميه بالحجاب الموديرن، حيث تلبس لباسا ضيقا يلتصق بجسدها، وتضع خمارا شفافا وفي آن واحد تترك جزءا من شعرها خارجا عن الخمار، وعندما أناقشها في ذلك تقول لي، أنا فتاة شابة، وهذا هو الحجاب الذي يليق بي، فما رأي الشرع في ذلك؟ ج: نقول لهذه السائلة الكريمة الخائفة على أختها من أن يصيبها غضب الله تعالى بسبب لبسها لحجاب "موديرن" ضيق يجسم بدنها اتباعا للموضة، إن الحجاب الشرعي له شروط ومواصفات يجب توفّرها فيه حتى يكون مطابقا لما يرتضيه الشرع لأتباعه من المؤمنات الصالحات القانتات، إذ يجب ألاّ يكون زينة في نفسه بحيث يلفت إليه أنظار الرجال وهذا أخذا من مفهوم قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) وألاّ يكون شفافا يبرز ما تحته من مفاتن المرأة لقوله - صلّى الله عليه وآله وسلم-: "سيكون آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات"، وألاّ يكون ضيقا مجسدا للجسم، وألا يكون معطّرا لقوله - صلّى الله عليه وآله وسلم-: "أيما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية"، وألا يكون ثوب شهرة لما ورد عنه - صلّى الله عليه وآله وسلم-: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهبه فيه نارا"، وألاّ يكون شبيها بلباس الرجال للعن النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلم- المتشبهات من النساء بالرجال والعكس. هذه هي الشروط الواجب توافرها حتى يكون الحجاب شرعيا، كما لا يفوتنا أن نقول لهذه السائلة حاولي نصح أختك برفق ولين، وبيني لها مخاطر صنيعها وأن ما تفعله مخالف للشرع، هذا واستعيني بالدعاء لها بالهداية، والابتعاد عن طيش الشباب عسى الله أن يتقبل منك فتعود أختك إلى جادة الصواب في الالتزام بتعاليم الإسلام وذلك بالعودة لارتداء الحجاب الشرعي.