يبدأ اليوم الخميس، وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد وزرهوني، في زيارة عمل رسمية إلى فرنسا، تدوم يومين، بدعوة من نظيرته الفرنسية، ميشال أليو ماري. ولم تعلن أية تفاصيل عن مضمون هذه الجولة والملفات التي سيتباحثها الجانبان. زيارة يزيد زرهوني إلى فرنسا، ينتظر حسب أوساط مراقبة، أن تتطرق إلى الملفات "التقليدية" بين البلدين، أهمها التعاون الأمني والقضائي ومكافحة الإرهاب، وكذا تنقل الأشخاص خاصة في الجانب المتعلق بنظام منح التأشيرات للجزائريين، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، إلى جانب ميثاق الصداقة العالق والعلاقات الديبلوماسية بين فرنسا وباريس. ويرتقب أن يتم التطرق خلال مباحثات زرهوني وماري، إلى الزيارة المؤجلة للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، للجزائر في ديسمبر القادم، بعدما كانت مقررة في شهر نوفمبر، تبعا لما تم الإعلان عنه أثناء زيارة ساركوزي للجزائر، مباشرة عقب إنتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية في جويلية الماضي. وطبقا للتطورات الأمنية الأخيرة، سواء بالنسبة للجزائر أو فرنسا، سيشكل الملف الأمني نقطة محورية وأساسية ضمن جدول أعمال محادثات وزيرا داخلية البلدان، خاصة ما تعلق منها بنشاطات وتهديدات تنظيم "القاعدة"، الذي إضطر مؤخرا السلطات الفرنسية إلى رفع درجة التأهب والحيطة قصد التصدي لإعتداءات إرهابية محتملة، بعدما كان الرئيس ساركوزي أكد في رسالة تضامن إلى الرئيس بوتفليقة، عقب التفجير الإنتحاري بولاية باتنة، مطلع سبتمبر المنصرم، إستعداد فرنسا لمساعدة الجزائر في محاربة الإرهاب. وستكون زيارة زرهوني إلى فرنسا، وهي الأولى من نوعها، بعد صعود ساركوزي إلى قصر الإليزيه، بعد أيام من الإعلان عن نقل رعيتين فرنسيتين، تشتغلان بمطار هواري بومدين ضمن شركة مطارات باريس، وذلك عقب "تخطيط تنظيم القاعدة لإختطافهما"، موازاة مع التفجير الانتحاري الذي إستهدف موكب لعمال أجانب بضواحي الأخضرية، حيث أصيبت رعيتين فرنسيتين بجروح لا تشكل خطرا على حياتهما مثلما أكدته وزارة الداخلية في بيان سابق لها، وهو الاعتداء الذي تبناه ما يسمى بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". المستجدات الأمنية بالجزائر، دفعت قبل أيام أيضا، السلطات الفرنسية إلى توجيه تحذيرات عبر سفارتها بالجزائر، إلى رعاياها المتواجدين أو الراغبين في السفر إليها، من أجل توخي الحذر والتقليل من التنقلات إلا في حالة الضرورة القصورى. جمال لعلامي