2.5 مليون حساب جاري تشتغل بالبطاقات المغناطيسية تشهد شبابيك الدفع الالكتروني هذه الأيام وعلى مقربة من أيام عيد الفطر المبارك، اصطفاف المواطنين أمامها في طوابير تناقض تماما الهدف الذي وضعت من اجله، حيث وعند الإقبال على إجراء عملية السحب على الحساب الجاري من قبل زبون بريد الجزائر تطل عليه من شاشة الشباك عبارة مهذبة غير محببة لديه.. "نأسف..الشباك خارج الخدمة ". والإشكال الذي طرحه بعضهم ولم يكن في الحسبان أن كثيرا وثقوا فعلا في البطاقات الالكترونية واستغنوا عن الصكوك البريدية، التي لم يطلبوا المزيد منها منذ تاريخ استهلاك آخر صك ورقي، ما يجعلهم يترددون على الشبابيك لترقب "فرج" اشتغال الشبكة. ما لحضناه عند شباك الدفع الالكتروني لمركز بريد المحمدية بالعاصمة هو أن الزبائن من كثرة تعودهم على تكرار التعطلات أصبحوا ينتظرون رغم معرفتهم بالعطل، ويصبّرون بعضهم بأن الشبكة ستعود للاشتغال، ويراقبون اشتعال الضوء على واجهة الشباك ما يدل على عودة اشتغاله، ومنهم من يترددون دخولا وخروجا على مركز البريد للسؤال عن سبب العطل وساعة استئناف عمله، لكن لا إجابة من قبل عمال مركز البريد إلا "لا ندري ربما خلل في الشبكة" !! فإضافة إلى النقص الفادح في السيولة المالية بمكاتب البريد على مستوى كل القطر الوطني هذه الأيام، تزيد أعطال هذه الشبابيك، التي يفترض أنها وضعت لتسهيل مهمة سحب الأموال من الحسابات الجارية لزبائن بريد الجزائر، تزيد من تصاعد القلق والتذمر، خاصة وأن مكاتب البريد لا تحتوى كلها على التسهيلات التي أطلع عليها وزير البريد وتكنولوجيا الاتصالات بوجمعة هيشور في آخر خرجة ميدانية له ببعض بلديات العاصمة. الحلول البديلة غير متوفرة في كل مراكز البريد الوزير اطلع وبحضور المديرة العامة لبريد الجزائر غنية حوادرية، على كيفية إرضاء الزبون الذي لا يمكنه أن يخرج إلا "مجبور الخاطر" عندما يقصد أحد مكاتب البريد لإجراء سحب على حسابه الجاري، بواسطة مختلف الطرق البديلة التي تعوض الصك الورقي وحتى البطاقة الالكترونية مثل الاستمارة أو الآلة الصغيرة التي تقرأ البطاقة المغناطيسية في حال تعطل الموزع. فالشبابيك الإلكترونية، مثلما عبر عنه المسؤول الأول للقطاع في عدة مناسبات، أريد بها أن تقضي كليا على العوائق التي يواجهها المواطن في سحب أمواله من حسابه الجاري، ولما لها من ميزة في سرعة العملية وسهولتها، كان يفترض أن تحاط عملية نقل الزبائن من الصك البريدى الورقي إلى "البطاقة الذكية" بكثير من "الذكاء" والتحسيس، أكثر ما تستهلك الأموال في إشهار لا يعرف الزبون بكل ما يتعلق بالعملية وكيفية التصرف في حين وقوع خلل، على شاكلة العملية المالية التي يباشرها الزبون دون أن تتم، لكن السحب يجري فعلا على حسابه، ما يضطره إلى الجري في كل الاتجاهات ويقصد مركز الصكوك البريدية بساحة الشهداء للشكوى، بينما الأمر أسهل من ذلك بتقديم شكواه أمام مركز البريد الذي يقع فيه الموزع لتعاد له أمواله في ظرف 48 ساعة حسب عون من البريد. 400 موزع الكتروني عبر الوطن ..إشهار دون تحسيس ويبلغ عدد الشبابيك الالكترونية إلى حد الآن، حسب ما أكدته مديرة البريد للوزير هيشور، في زيارته لزرالدة 400 موزع آلي عبر الوطن منتشرة في 16 ولاية لحد الآن 26 منها في العاصمة وتغطي هذه الشبابيك 2.5 مليون حساب جاري تعمل بالبطاقات المغناطيسية في انتظار أن تبلغ مع نهاية هذه السنة 4.5 مليون حساب جاري، وقد أعدت مصالح البريد 3 ملايين بطاقة ذكية وزعت منها 2.5 مليون بطاقة على أصحاب الحسابات من بين 9.5 مليون حساب جاري مسجل لدى بريد الجزائر. ولعلم الزبائن فإن موزع إلكتروني يكلف الدولة 160 مليون سنتيم اقتنيت كلها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. لكن استهلاك الأموال المخصصة لتعميم نشر الشبابيك الالكترونية على جهات الوطن لن يراها المواطن بعين الرضا، إذا ما زادت من متاعبه مع أيام الطلب العالي على السيولة المالية مثل الأعياد والمناسبات كالدخول الاجتماعي، خاصة وأن متاعب المواطن مع البريد تأخذ أشكالا متعددة مثل مركز بريد المحمدية مثلا، الذي لا تجرى فيه العمليات المالية منذ قرابة السنة والنصف بسبب أشغال تجديده، التي لم تنتهي بعد، ولذلك يضطر زبون البريد إلى التحول لمركز حسان بادي أو وسط الحراش رغم بعد المسافة. وإذا كنا لا نستطيع أن نعدد كل تلك المشاكل، فنعترف أن جملة منها يتسبب فيها المواطن نفسه، مثل العدد الهائل من العمليات الخاطئة التي تسجل يوميا في السحب بالبطاقات المغناطيسية، ما يترتب عنه اتخاذ إجراءات لتسوية الوضع، وذلك بسبب الجهل ونقص التحسيس، كما يبدو من خلال الشهادات وما استقيناه من أرض الواقع أن هذه الموزعات تشتغل ب40 بالمائة من إمكانياتها، على حد قول احد الأعوان في مركز بريد بالعاصمة، مؤكدا أن مهمته طوال اليوم هي مراقبة الشباك وتزويده بالمال اللازم لسحوبات الزبائن، في حدود 200 مليون سنتيم كل يوم، وهذا يظل غير كافي في أيام اشتداد الطلب السيولة، وبما أن الشباك يشتغل على شبكة الهاتف فإن الأعطال متكررة به ما يصطلح عليه عند الزبائن ب "ما كاش الريزو" أو عطل الشبكة، وذلك أمر لا يمكن تفسيره للمواطن، لان مسؤولين في البريد أكدوا لنا عدم وجود مشاكل مع الشبابيك الالكترونية. غنية قمراوي