قد يجد مسجد كتشاوة أخيرا طريقه الى الترميم بعد عمليات مد وجزر عديدة بين العديد من الوزارات والهيآت جعلت منه هيكلا بلا روح على مدار ست سنوات خلت، أغلق خلالها في وجه قاصديه. وفي هذا الشأن استقبل وزير السكن والعمران عبد المجيد تبون السبت وفدا هاما عن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق لبحث ملف ترميم مسجد كتشاوة حسب المقاييس التي تراعي الجانب التاريخي لهذه البناية العريقة ". واندرج اللقاء في إطار التعاون بين البلدين وتعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين. وأبدى الجانب التركي- حسب بيان لوزارة السكن اهتماما خاصا بخصوصيات إعادة تهيئة موقع كتشاوة الذي يتطلب الحفاظ على الطابع التاريخي لهذا المسجد، كما أعرب الوفد التركي عن استعداد تركيا للمساهمة في ترميم مسجد كتشاوة دون مقابل أي بدون أي تكاليف مالية من الدولة الجزائرية". ورحب الوزير بهذا الإقتراح الذي يعبر حسبه عن عمق العلاقات بين البلدين. ويعد مسجد كتشاوة أقدم مسجد في العاصمة وأحد معالم التراث الثقافي العالمي، حسب تصنيف اليونسكو لكنه يعاني الإهمال وتداخل الصلاحيات بين وزارات ومديريات مختلفة، ولطالما شكّلت عملية ترميمه نزاعات بين وزارات عدّة سيما وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية بشان الجهة الاجنبية التي تتولى الإشراف على الترميم. ويبدو أن الأتراك قد يساعدون على حل هذه المعضلة التي مسّت أكبر وأعتق معلم تاريخي في الجزائر ظل مغلقا في وجه المصلين لأكثر من ست سنوات خلت. وللإشارة، فقد عرف المسجد أشغال ترميم مستعجلة انطلقت سنة 2008 على مستوى صومعة المسجد ، أشرفت عليها مديرية الثقافة لولاية الجزائر، بالنظر إلى الوضعية الخطيرة التي كانت مهددة بالإنهيار لهذا الجزء من المعلم الإسلامي الذي تعرض لتصدعات، بسبب الكوارث الطبيعية وغياب الصيانة من قبل الجهات المعنية. ويعود بناء جامع كتشاوة إلى سنة 1613، وهو مزيج من الطابع المعماري البيزنطي الروماني والعربي التركي، وقام الداي حسين بتوسيعه سنة 1794، وتم تحويل الجامع إلى كاتدرائية سنة 1939، قبل أن يسترجع هويته كمسجد بعد الاستقلال.