استيراد 800الف جرعة من الأمصال المضادة حذر أخصائيون في مجال الصحة من داء الإنفلونزا التي تفتتك سنويا بالعشرات من المواطنين في العالم ، حيث كان الإجماع أنه خلال 39 سنة تزداد حدة الوباء في العالم، انطلاقا من فرضية أن جسم الإنسان يجهل الفيروس في الجسم خلال هذه الفترة. وفسر لنا مسؤؤول المخبر الوطني للإنفلونزا هذه الحقيقة في كون الفيروس ذو نظام تواتري يتغير من حين لآخر في جسم الإنسان، وفي حدود 38 سنة النظام المناعي داخل الجسم يجهله تماما ولن يعد بإمكانه المقاومة و بالتالي يفتك بصاحبه . من جهتها أوضحت الأخصائية في علم القلب الدكتورة أدغار جميلة "للشروق اليومي" أن الجزائر كانت قد عرفت حالات مماثلة للداء في السنوات الماضية لكن لم تتمكن المصالح المعنية حينها من تحديد الوباء و الحالات التي افتك بها ، وأكدت أيضا أن المسنيين وذوي الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة لهذا النوع من الإنفلونزا نظرا لضعف الجهاز المناعي في جسمهم، مضيفة بأن الإنفلونزا الموسمية العادية قد تشكل خطورة كبيرة على هاته الفئة إذا لم تعتمد التلقيح الموسمي، وكشفت في سياق اخر أن الجزائر عرفت ما يقارب مليون و800 حالة العام الماضي . وقد أكد البروفيسور درار فوزي مسؤول المخبر الوطني للإنفلونزا أن التحاليل التي تجرى على مستوى منظمة الصحة العالمية في الوقت الراهن على تتمحور حول الكشف عن لقاح"الأش.أس.أن " المضاد للإنفلوزا ، وبعد تجارب أجريت على الحيوانات تعكف المنظمة العالمية للصحة على تخزين هذا اللقاح وتوزيعه على الدول الأكثر عرضة للوباء. من جهة أخرى انطلقت أمس بكل ربوع الوطن عملية التلقيح ضد داء الإنفلونزا الموسمية بالنسبة الأشخاص الذين تفوق أعمارهم الخمس سنوات، حيث استوفى معهد باستور الذي استورد هذه السنة ما يقارب 800ألف جرعة من المصل المضاد لداء الإنفلونزا عملية توزيع الكمية المستوردة بالشراكة مع معهد "سانوفي" الفرنسي على المستشفيات و الصيدليات منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، حسب ما أكدته لنا رئيسة مصلحة الأدوية الصيدلانية بمعهد باستور السيدة غناسي فاطمة . وقال مصدر مسؤؤول من وزارة الصحة أن الكمية المستوردة هذه السنة بإمكانها تحقيق الإكتفاء على المستوى الوطني كما أن سعرها المنخفض بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي سيساعد العملية هذه السنة وستكون في متناول الجميع، وأضاف المصدر نفسه ان السبب يعود لكون الجزائر كانت قد أخذت على عاتقها عملية التعليب هذه السنة عكس ما كان في السنوات الماضية بعد الإتفاقية المبرمة بين معهد باستور و المتعامل العالمي الأول في مجال الأمصال . والجديد هذه السنة هو أنه بإمكان المسنين الذين تفوق أعمارهم 65 سنة و ذوي الأمراض المزمنة كداء السكري والربو وأمراض القلب من تعويض الدواء خلافا لما كان عليه من قبل حسب ما أكدته السيدة غناسي التي دعت الجميع إلى ضرورة التلقيح ضد الداء قبل استفحاله. سليمة حمادي