كشف الدكتور فوزي درار مدير المخبر الوطني للانفلونزا بمعهد باستور أنه لا يمكن الاعتماد فقط على الصيدليات لضمان التغطية الصحية للتلقيح المضاد للانفلونزا وإنما يجب الاعتماد على الهياكل الصحية القاعدية وجعل اللقاح مجاني أو اقل ثمنا مما هو عليه حاليا لضمان تغطية صحية كبيرة وسط الجزائريين،إذ أن المواطن لا يتوجه تلقائيا للتلقيح ضد هذا الداء. والأكثر من ذلك فإن المواطن لا يدفع مقابلا ماديا للاستفادة من أي تلقيح. ومن المنتظر أن يقوم معهد سانوفي باستور في الأيام القليلة القادمة بحملة تلقيح لفائدة المسنين بدار العجزة ببلدية سيدي موسى تغطي جميع النزلاء. وهي خطوة تدخل ضمن مخطط المعهد للحملات التحسيسية حول أهمية التلقيح المضاد للانفلونزا لما له من انعكاسات ايجابية على المستويين الفردي والصحة العمومية، علما أن داء الأنفلونزا يتسبب في خسارة الملايين من الدولارات على الصعيد العالمي بسبب العلاج، الاستشفاء وتعويض العطل المرضية، وتشير الأرقام التي تضمنها تقرير حول الموضوع عرض أمس بمنتدى المجاهد إلى خسارة قرابة 70 مليون دولار لكل 100 ألف ساكن بسبب الوباء الذي يودي سنويا بحياة 500 ألف إلى مليون شخص عبر العالم منهم 250 ألف إلى 500 ألف في إفريقيا وحدها. كما أن الوباء يمس طفلا واحدا من كل 3 أطفال سنويا. والمصاب الواحد بالأنفلونزا ينقل العدوى من يوم إلى 5 أيام من إصابته إلى المحيطين به سواء في البيت، المواصلات، العمل أو الأماكن المغلقة، علما أن عطسة مصاب يمكنها نقل العدوى إلى 150 شخصا. ينتظر في 2010 أن يتم قياس سببية الوفاة المتصلة مباشرة بفيروس الأنفلونزا، في الجزائر يؤكد الدكتور درار الذي أضاف انه يتم حاليا التركيز على قياس المضاعفات الصحية المرتبطة مباشرة بهذا الفيروس الذي له تأثيرات سلبية كبيرة على القصبة الهوائية والرئة والقلب. واعتبر المتحدث النتائج المتوصل إليها بالوطن بالإيجابية جدا حيث ستنتقل شبكة مراقبة تنقل عدوى فيروس الأنفلونزا التي تمركزت منذ 2004 على العاصمة، بومرداس والبليدة لتشمل أيضا في 2006 تيزي وزو والمدية لتتوسع هذه السنة لتغطي ولايتي وهران وقسنطينة. وأكد المختص انه في كل 10 إلى 40 سنة يظهر تعقيد خطير من فيروس الأنفلونزا يمكنه أن يؤدي إلى الموت، مشيرا إلى أن التلقيح المضاد ينقص كثيرا من نسبة الوفيات. ولا يعني التلقيح أن الشخص المُلّقح لا يصاب بالأنفلونزا بعدها وإنما اللقاح يُنقص بأكثر من النصف من تعقيدات الإصابة، بحيث أن الفيروس يتوقف عند حاجز معين لا يتعداه بعدها وعليه لا تظهر أعراض الإصابة بالأنفلونزا عند الشخص الملقح. وتم تصريف أكثر من مليون جرعة لقاح منذ بدإ الحملة في 19 أكتوبر 2008، ومن المنتظر أن يتم استيراد جرعات إضافية إذا استمر الطلب على هذا اللقاح بالوتيرة المسجلة حاليا. وتشير إحصائيات مخبر سانوفي باستور إلى وجود 4 ملايين جزائري من الضروري جدا أن يلقحوا ضد وباء الأنفلونزا ومنهم مرضى السكري، القلب والربو وكل الذين يتجاوز سنهم 65. أما بالنسبة للأطفال الأقل من 3 سنوات فينصح بتلقيحهم نصف الجرعة والإعادة في 3 اشهر.