بعد أغاني الغزل وتصريحات الولاء والتمجيد التي تفّنن فيها عدد من المطربين والمُمثلين المصريين في وصفهم ل"قائد الانقلاب على الشرعية في مصر"، الفريق عبد الفتاح السيسي، خرجت المطربة الشعبية بوسي عن النص، وأثارت الجدل في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحها الأخير الذي قالت فيه: "اللي بيقول إن الرسول أشرف خلق الله.. أكيد ما شافش السيسي"، تعبيرًا منها عن شدة إعجابها بشخصية الرجل الذي أطاح بالحكم الإخواني وعزل محمد مرسي من مقعد الرئاسة في مصر. وبسرعة البرق سادت حالة من الجدل الشديد بعد طرح الفيديو الذي حمل ذلك التصريح على موقع "اليوتوب"، حيث اعتبر الكثيرون أن الفنانة المصرية تجاوزت جميع الخطوط الحمراء واستفزت مشاعر الملايين لمجرد تشبيهها ومقارنتها بين سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلّم والفريق أول عبد الفتاح السيسي. وذهب الغاضبون بعيداً في ردة الفعل، حينما كشفوا عن موقف سابق للفنانة ذاتها التي حرّفت بعض الآيات القرآنية لتؤكد من خلالها استحالة عودة محمد مرسي لحكم مصر، حيث قالت: "قل لو اجتمعت الإنس والجن على أن يرجعوا محمد مرسي للحكم لا يستطيعون ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً". من جهتم، أكد أنصار مرسي أن الفنانين ما هم إلا فصيل انقلابي لا يريد لمصر أن تستقر في كنف حكم يطبق الشريعة الإسلامية، وهو ما يجعلهم في قمة الحماس لمساندة "الحكومة الانقلابية"، ويتسابقون في صناعة صورة برّاقة للفريق السيسي، ودفعه إلى سُدة الحكم بعد أن ارتفعت شعبيته في الشارع المصري، وكان ذلك واضحا من خلال أغاني التهليل والتمجيد التي تؤيده، منها أغنية "تسلم الأيادي" التي شاركت فيها الفنانة بوسي نفسها مع مجموعة من الفنانين المصريين. وكما كان منتظرا اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل المهاجمة للمغنية المصرية، إذ كتب أحدهم: "للأسف وبكل مرارة نقولها هذا ما ورثه المصريون من حكم العسكر والعسكريين لمصر، وهذا نتاج واضح للجهل والأمية في دولة لا تفتخر إلا بتاريخ وحضارة قوامها 7000 سنة، ويتناسون أن من فعل هذا التاريخ هم شعوب مختلفة كانت محتلة لمصر"، وطالبت بعض الصفحات الفايسبوكية بتحليل دّم هذه المغنية لتكون عبرة لمن يتطاول على الدين، يحدث هذا رغم نفي الأخيرة لأي صلة لها بالفيديو الذي سرّبته قناة "الجزيرة" القطرية.