يؤكد رضوان بن دالي، أحد الصحفيين البارزين في الساحة الإعلامية الوطنية، بأن الأجواء الاحتفالية التي يصنعها الجمهور الجزائري حاليا مع المنتخب الوطني هي نفسها التي عاشتها الجزائر بعد التأهل إلى كأس العالم 82 بإسبانيا والفوز التاريخي الذي حققته أمام ألمانيا، معتبرا بأن الإختلاف الوحيد بين الحقبتين يتمثل في التغطية الإعلامية الكبيرة الموجودة حاليا. . كنت واحدا من الصحفيين الذين عايشوا تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم سنة 1982 بإسبانيا وسنة 1986 بمكسيكو، كيف تصف لنا أجواء الجزائر أنذاك؟ نعم، لقد كنت محظوظا جدا في مسيرتي المهنية من خلال حضور العديد من نهائيات كأس العالم على غرار مونديال إسبانيا 82 ومكسيكو 86 والولايات المتحدةالأمريكية سنة 1994 وفرنسا 1998، ولكن يبقى بالنسبة لي مونديال إسبانيا 82 أحسنهم، وهذا لأن المنتخب الوطني تمكن من التأهل إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه، لقد كان أمرا فريدا من نوعه، وعاشت الجزائر عرسا حقيقيا، خاصة بعد الفوز التاريخي على منتخب ألمانيا. . هل كانت نفس الأجواء التي يصنعها حاليا الأنصار مع المنتخب الوطني؟ الجمهور الجزائري وفي لتقاليده ولم يتغير، وهو معروف بحبه الكبير لكرة القدم، ففي كل مرة يحقق المنتخب الوطني نتائج إيجابية إلا ويعبر بقوة عن فرحته، حيث لا يختلف الأمر بين تلك الفترة واليوم، نفس الحماس والإثارة كانت موجودة، لكن الإختلاف الوحيد كان على مستوى التغطية الصحفية والتضخيم الإعلامي. ففي الثمانينات لم تكن هناك عناوين إعلامية كثيرة مقارنة باليوم، وهذا أمر إيجابي، حيث تطورت الصحافة والقطاع الإعلامي عموما بكيفية كبيرة وأصبحت تغطية أخبار المنتخب الوطني تتم بطريقة أفضل وأوسع. . هل تتذكر تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال إسبانيا 82؟ أولا، ينبغي الإشارة بأنه في بداية التصفيات لم يكن التأهل إلى كأس العالم هدفا بالنسبة للمنتخب الوطني، بالرغم من أن الجزائر كانت تملك منتخبا قويا، وكان قد نشّط منذ فترة قصيرة نهائي كأس أمم إفريقيا بنيجيريا سنة 1980، وأتذكر جيدا بأن أول مباراة في التصفيات كانت أمام منتخب سيراليون و انت مباراة عادية، حيث انتهى شوطها الأول بنتيجة هدفين مقابل صفر لصالح سيراليون ولكن في الشوط الثاني تمكن المنتخب الوطني من تعديل النتيجة لتنتهي المباراة بالتعادل 2 / 2. وفي مباراة العودة التي جرت بوهران فاز المنتخب الوطني ليتأكد بعدها بأن المنتخب الوطني قادر على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وهو ما تم بوصول المنتخب الوطني إلى غاية الدور الأخير ليواجه منتخب نيجيريا مرة أخرى، ومثلما هو معلوم فاز على نيجيريا ذهابا وإيابا و أهل إلى كأس العالم لتعيش بعدها الجزائر أجواء إحتفالية رائعة ولحظات لا تنسى. . كيف كانت أنذاك علاقات الصحفيين باللاعبين في المنتخب الوطني؟ من هذه الناحية، كان الجو عائليا بمعنى الكلمة، وعلاقات الصحفيين باللاعبين جيدة، إلى درجة أنه خلال تنقلات المنتخب الوطني أو تربصاته كنا نقيم مع المنتخب الوطني في نفس الفندق، وهذا بطلب من المدرب، حيث كنا نتحدث عاديا مع اللاعبين وعلى علم بكل ما يحدث داخل المنتخب، وهذا عكس ما يحدث اليوم، حيث للأسف يتم التضييق على الصحفيين، واللاعبون يرفضون التصريح أو إجراء حوارات بالرغم من علمهم بأن الصحفي يعتبر همزة وصل بين المنتخب الوطني والجمهور، صحيح أن عدد الصحفيين كان قليلا في السابق مقارنة باليوم، ولكن هذه ليست حجة، لذلك نتمنى أن تتغير الأمور وتعود إلى طبيعتها العادية. . بعد أقل من أسبوع يواجه المنتخب الوطني بوركينا فاسو في آخر مشوار قبل التأهل إلى كأس العالم 2014، مارأيك في هذه المباراة؟ رغم تفاؤل الجميع فإن مباراة المنتخب الوطني أمام بوركين افاسو صعبة جدا، وحسب اعتقادي فإن مواجهة المنتخب المصري كانت ستصبح أسهل وأحسن لنا، لأننا سنواجه هذه المرة فريقا قويا وصعب المراس، يملك وسط ميدان ودفاع قويين ويلعب باندفاع بدني كبي، ومتعود على تسجيل نتائج إيجابية خارج قواعده، وهي أمور لا تساعد منتخبنا الوطني المطالب بتوخي الحذر والتأكيد في مباراة الذهاب، نتمنى أن يحالفنا الحظ للعودة بنتيجة إيجابية. . هل من حادثة طريفة تتذكرها خلال كأس العالم؟ هناك العديد من الحكايات، ولكن مازلت أتذكر لقطة طريفة جدا حدثت لي رفقة صديقي دحماني براهيم رحمه الله، الذي كان يشتغل صحفيا بوكالة الأنباء الجزائرية، وهذا خلال كأس العالم 82 في المباراة التاريخية بين المنتخب الوطني وألمانيا، كنا جالسين في المدرجات المخصصة للصحفيين، وكان يجلس وراءنا صحفيون من ألمانيا تعاملوا معنا بنوع من التعالي، لكنهم ارتبكوا بعد إفتتاح ماجر لباب التسجيل لينتعشوا بعد تعديل رومينيغي للنتيجة، لكن دقيقة واحدة فقط أضاف بلومي الهدف الثاني وهو الأمر الذي أذهلهم، وبعد نهاية المباراة نهضنا أنا وصديقي ورقصنا أمامهم في المدرجات في لقطة أغاظتهم كثيرا.