عرفت الجزائر في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا باستيراد كل ما يخص تربية الحيوانات خاصة الأليفة حيث فتحت السوق على التبادل التجاري في هذا المجال وظهرت محلات خاصة بلوازم تربية الطيور والقطط والكلاب. وتنافست شركاتٌ عالمية لتصدير معلبات وأكياس الأكل الخاص بالحيوان لبلدان كالجزائر. وفي الوقت الذي يخسر فيه جزائريون ما يقارب 4 ملايين شهريا لتسمين القطط والكلاب بشراء ما يناسبهم من أكل، يدق ناقوس الخطر بعض البياطرة حول ظاهرة اقتناء هذا الأكل دون معرفة طبيعة تكوينه ومصدره. وتقول البيطرية هيفاء رزاقي ل"الشروق"، إن الاهتمام في الجزائر بوضع "ريجيم" خاص بأكل الحيوانات وتسمينها أخذ منحى خطيرا حيث أصبحت بعض الشركات الأجنبية تستغل الوضع للربح والتجارة في هذا المجال على حساب عقلية دول العالم الثالث، وحذرت من عدم معرفة مصدر هذا الأكل مشيرة إلى أن الكثير من المصادر تؤكد أن بلدان كأمريكا، تخلط رماد كلاب مريضة تم حرقها ببعض الأشياء الأخرى على أنها أكل جاف للحيوانات الأليفة. ووصل الأمر حسبها، إلى الترويج به على أساس أنه أكل صحي يفيد حتى الانسان. وقالت المختصة في البيطرة إن هناك مفهوما خاطئا لبعض الجزائريين الذين باتوا يتنافسون على شراء أكل الحيوانات، وهو أن هذا الأكل لاسيما الجاف منه يسبب تسمماً للقطط والكلاب ويضاعف أمراضها، ويحبس عملية "تبول" القطط. وترى أن الأكل المناسب هو المطبوخ في المنزل أو بقايا أكل بعض المذابح في الجزائر التي تفرم وتقدم للكلاب القطط، وهي المناسِبة. وتوضح البيطرية رزاقي، أن الحيوانات الأليفة مهما كان نوعها تستطيع أن تأكل كل ما يتبقى من أكل الانسان إذا تعودت على ذلك ولا حاجة لتبذير الأموال في شراء الأكل المستورَد. وأكدت أن المشكل الذي يواجه البياطرة اليوم هو ندرة الأدوية الخاصة بتربية وعلاج الحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب والقطط ما سبب حرجاً مع المواطنين، وحذرت من استمرار حالة الندرة في هذه الأدوية، لأن الكلاب أصبحت مهددة بالكلب والالتهاب الكبدي الذي يهدد الانسان بالخطر. وطالب وزارة الصحة باتخاذ الإجراءات المناسبة قبل فوات الأوان، خاصة بعد انتشار القطط والكلاب الضالة. من جهتها كشفت رئيسة جمعية الرفق بالحيوانات، السيدة حورية يانس، أن جزائريين يقبلون على تربية حيوانات أحبها أطفالهم لكنهم لا يعرفون طريقة تربيتها ولا الحمية الخاصة بها ما يجعلهم يخسرون الملايين ثم يرمونها في الشارع ومن الشرفات مشيرة إلى أنها تعثر في يومياتها على الكثير من الأرانب والقطط مرمية نافقة في مداخل العمارات. وترى أن الجزائريين يقلدون بعض الأجانب في الإقبال على تربية حيوانات نادرة أو دخيلة على مجتمعنا دون أن يحسنوا معاملتها رافضة فكرة إبقاء بعضها في علب كرتونية إلى غاية نفوقها كالأرانب والسناجب مثلا. وقال "لابد من تنظيم حملات تلقيح للكلاب والقطط الضالة" ووضع أكل خاص بهم. ومن خلال جولة استطلاعية قادت "الشروق" لبعض محلات بيع أغذية الحيوانات، أكد أصحابها أن بعض الزبائن يخسرون شهريا 4 ملايين سنتيم لتغطية حاجة كلابهم وقططهم من الأكل. واعترف أحد مربي كلاب ألمانية، أنه يخسر على الكلب الواحد شهريا مليون ونصف مليون سنتيم. في حين أكدت صاحبة محل تجاري في الأثاث، أن لديها 4 قطط وتدفع أسبوعيا لمحل صيدلة مليون سنتيم لحصولها على أكل مناسب حفاظا عن صحة هذه القطط. وحسب إحصائيات مركز الإحصاء والإعلام الآلي للجمارك فإن الجزائر استوردت خلال 2012 ما يفوق 1.80 ألف طن) من المواد الغذائية الخاصة بالقطط والكلاب فقط، بغلاف مالي يفوق يقارب 900 ألف دولار أي ما يعادل تقريبا 8 ملايير سنتيم. وبلغت الكمية المستوردة خلال السداسي الأول من 2013، أكثر من 69 طنا 350 ألف دولار أمريكي.