دعا عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، إلى تفعيل المادة 88 من الدستور، وصرّح جاب الله في حوار لقناة "العربية" السعودية مساء أمس الجمعة "المسؤول الأول في البلاد لابد أن يتمتع بصحة جيدة، وشرط الصحة من الشروط التي يجب أن تتوافر في الرئيس كي يتولى مهامه ويقوم بوظائفه ومسؤولياته تجاه الشعب والوطن". وجدد جاب الله، دعوته للأحزاب السياسية إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة المقررة العام القادم إذا لم تتوافر ضمانات لنزاهتها وشفافيتها. وقال جاب الله ان الحزب لم يشارك في انتخابات 2004 إلاّ بعد أن قدمت الحكومة ضمانات لنزاهتها، والتي أرجع فشله فيها، بعد أن تحصل على 5 بالمائة فقط، الى ضغوط خارجية فرنسية وأميركية عملت على تغيير نتائج انتخابات الرئاسة التي شارك. من جهة اخرى، أكد عبد الله ان تنقله من حزب الى اخر عبر السنوات الماضية لم يكن برغبته وإرادته وإنما "مُكرهٌ أخاك لا بطل"، على حد قوله، حيث اشتكى من أن السلطة عملت على تكسير وتشويه الأحزاب والشخصيات ذات المصداقية. وشكك القيادي الإسلامي المعارض في مصداقية المؤسسات التي يمكن الشكوى إليها من عدم نزاهة الانتخابات، بما في ذلك لجنة الانتخابات والمحاكم والمجلس الدستوري، قائلاً إن النظام الجزائري قام خلال التسعينات من القرن الماضي بإعادة بناء مؤسسات الدولة بالصورة التي تضمن وجوده ومناصريه في السلطة، بحيث يسيطرون على المؤسسات والقرار. وطالب جاب الله بنزع مهمة الانتخابات من وزارة الداخلية والقضاء، وإسنادها إلى هيئة وطنية مستقلة من حيث تشكيلها ومهامها على غرار ما جرى في تونس ومصر. وعبر عن استيائه من توحيد التيار الإسلامي في الجزائر، مرجعاً ذلك إلى أن المشكلة في الجزائر ليست مشكلة أصوات بل مشكلة حرية ونزاهة الانتخابات، وأن أيادي النظام تعمل في كثير من الأحزاب. وأضاف أن القرارات لدى كثير من هذه الأحزاب ليست حرة وليست مستقلة بل موجهة. وعن رؤيته لتكتل "الجزائر الخضراء" المكون من عدد من الأحزاب الإسلامية، قال جاب الله إن هذا التوحد هو توحد على أساس تقاسم المناصب وليس التعاون على تمكين المشروع الإسلامي. ورفض جاب الله تعقيب ابو جرة السلطاني رئيس حزب مجتمع السلم سابقا حول "ان انتفاضة 88 قام بها اليساريون وركب الموجة الاسلاميون وخطفوا الثورة" قائلا "انا لا اتفق معه.. اعتقد ان احداث 88 نفذتها جهات في السلطة ولكن بعد ذلك فلت منها الامر ولم تستطع التحكم فيها، عندها تدخل التيار الاسلامي لاحقا كمحاولة لترشيد الأحداث ثم توجيه السلطة وكيفية التعاطي مع الاحداث وما يجب فعله من اجل لاستجابة الحقيقية لمطالب الامة لما يكرس في النهاية نظام يحفظ الحريات والحقوق". وختم عبد الله جاب الله قائلاً إن موقف حركته من الانتخابات الرئاسية القادمة مفتوح على كل الاحتمالات رغم دعوته للمقاطعة وإن كل السيناريوهات قائمة ومتساوية.