أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن فرض حالة طوارئ في البلاد بموجب أمر دستوري أصدره .وجاء ذلك في خطاب وجهه إلى الأمة أمس السبت. وجاء القرار بعد اجتماع مشرف مع كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين في مقر الرئاسة. وفور إعلان حالة الطوارئ قامت الشرطة بتطويق مبنى المحكمة العليا التي من المقرر أن تفصل في مدى شرعية مشرف للترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا . ويخشى مشرف من أن تلغي المحكمة فوزه في الانتخابات الأخيرة ،وهو ما سيؤدي إلى خسارته السياسية .. و حسب مسؤولين وشهود عيان،فقد انتشر عدد كبير من عناصر القوات شبه العسكرية المسلحين وقوات الحرس التابعين لوزارة الداخلية وعشرات من رجال الشرطة حول مبنى المحكمة. وتفيد التقارير الإخبارية أن فرض حالة الطوارئ ستعيق بنازير بوتو ،زعيمة حزب الشعب من العودة إلى البلاد .وكانت بوتو توجّهت إلى إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الخميس، لزيارة أسرتها، التي لم ترها منذ الثامن عشر من أكتوبر المنصرم، تاريخ عودتها إلى باكستان بعد نفي قسري استمر ثماني سنوات أمضتها بين بريطانيا ودولة الإمارات. وكان من المفترض أن تغادر بوتو إلى دبي الأربعاء، إلا أنها أرجأت الرحلة بشكل فجائي بعد أن نصحها أحد مسؤولي الحزب الرفيعين بعدم القيام بذلك، لافتا إلى مخاوف سياسية.وكانت بوتو قد أعربت خلال مؤتمر صحفي عقدته على عجل في مقر إقامتها في كراتشي الأربعاء، إنها سمعت شائعات مفادها أن الحكومة الباكستانية قد تفرض حالة الطوارئ في باكستان. وأوضحت أن مساعديها أبلغوها أن الرئيس برويز مشرف قد يفرض حالة الطوارئ إذا قررت المحكمة العليا نهاية هذا الأسبوع إلغاء فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من أكتوبر الماضي .. وجاءت هذه التطورات الجديدة والمتلاحقة بعد الإعلان عن خطف مائة عنصر من قوات الأمن الباكستانية .فقد أعلنت جماعة " تنفيذ الشريعة المحمدية " أن مقاتليها خطفوا تلك العناصر, وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إطلاق سراح 48 أسيرا في وادي سوات شمالي غربي باكستان.وقال المتحدث باسم المسلحين مولانا سراج الدين إن الجماعة سيطرت على مركز شرطة ماتا في وادي سوات, وأنزلت من عليه العلم الباكستاني ورفعت على سطحه علمها. وتأتي هذه العمليات في إطار الهجمات المتلاحقة بين القوات الحكومية والجماعة منذ الأسبوع الماضي. وأوضح سراج الدين أن الجماعة لن تقتل الأسرى, وأنها وعدت بإطلاق سراحهم إذا استسلموا. وقال إنه سيفرج عن الأسرى في وقت لاحق أمام وسائل الإعلام. وكان الأسرى المائة -وجميعهم من ضباط الشرطة- محاصرين منذ 26 أكتوبر الماضي في مركز للشرطة ومستشفى في منطقة ماتا, وذلك عقب اندلاع اشتباكات هناك بعد نشر الحكومة الباكستانية قوات إضافية لإنهاء الصراع المسلح مع جماعة تنفيذ الشريعة المحمدية بقيادة مولانا فضل الله. وشهدت المواجهات بين الطرفين تبادلا لإطلاق نيران أسلحة ثقيلة, فيما قصفت قوات الأمن مواقع الجماعة في الجبال بنيران المدفعية. كما أجبرت المعارك القوات الباكستانية على استدعاء مروحيات عسكرية للمساعدة في القتال الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص بينهم العشرات من القوات الحكومية. وينفي المسلحون هذه الأرقام, وما زالوا يؤكدون أنهم مسيطرون على الوضع .. وتشهد باكستان منذ شهور اضطرابا داخليا أمنيا وسياسيا . والخميس، أكدت مصادر رفيعة في "حزب الشعب" الذي تتزعمه ، أن الأخيرة ل / ل