رضخ الرئيس الباكستاني برويز مشرف للضغوط الخارجية وفي مقدمتها الأمريكية بدفعه إلى استكمال العملية الديمقراطية في البلاد وجعله يعلن عن تنظيم الانتخابات التشريعية في موعدها المحدد.. وقال الجنرال مشرف في أول لقاء صحفي يعقده منذ فرض حالة الطوارئ في باكستان أن الانتخابات التشريعية ستجرى قبل ال 9 جانفي المقبل وأن البرلمان سيحل يوم الخميس القادم كما ينص عليه الدستور الباكستاني.. وكانت هذه الانتخابات التي تجري بالإقتراع العام المباشر مرتقبة أساسا في منتصف جانفي القادم لتعيين أعضاء البرلمان والمجالس المحلية، غير أن الرئيس مشرف قرر تأجيلها الأسبوع الماضي بعد فرض حالة الطوارئ إلى غاية منتصف فيفري القادم· ويأتي قرار الجنرال مشرف أمس بإجراء الإنتخابات بعد إصراره على إبقاء حالة الطوارئ التي بررها بظروف أمنية داخلية وتصاعد هجمات المسلحين وتدخل القضاء في العملية السياسية· غير أن تصريحات مشرف أمس تضمنت امكانية اجراء هذه الانتخابات تحت نظام الطوارئ وقال أنه يتفهم ضرورة رفعها إلا أنه لا يمكن تحديد موعد لذلك· وأضاف أن حالة الطوارئ ضرورية لضمان اجراء الانتخابات في ظروف عادية، مشيرا في السياق إلى أن الجيش يواصل عملياته العسكرية في الشمال الغربي لباكستان· وكانت الحكومة الباكستانية أعلنت أول أمس أن حالة الطوارئ سترفع خلال شهر بعد بدء تحسن الوضع الأمني في تناقض واضح مع تصريحات سابقة تعهد من خلالها بعدم إنهاء العمليات العسكرية الى غاية القضاء التام على من وصفهم بالإرهابيين في إشارة الى الجماعات الإسلامية الموالية لتنظيم القاعدة وحركة طالبان· إعلان الرئيس الباكستاني بإجراء الإنتخابات التشريعية في موعدها صاحبه تعهده بأداء اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثانية له كمدني متخليا بذلك عن منصبه العسكري لكنه لم يحدد موعدا لذلك· وقال أنه لا يزال ينتظر أن تثبت المحكمة العليا في شرعية فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ال6 أكتوبر الماضي وأنه سيتخلى حينئذ عن منصبه في قيادة الجيش· وكان من المفروض أن تعقد المحكمة العليا الياكستانية اليوم جلسة حاسمة للبت في شرعية فوز الجنرال مشرف في الانتخابات الرئاسية وتوليه الرئاسة لعهدة ثانية· وفي مقابل ذلك واصلت رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو تحديها لفرض حالة الطوارئ وانتقلت أمس الى مدينة لاهور وسط اجراءات أمنية مشددة· وكانت بوتو دعت أنصارها الى المشاركة في مسيرة احتجاجية ضخمة ضد فرض حالة الطوارئ في باكستان تنطلق اليوم من مدينة لاهور أكبر المدن في شرق البلاد باتجاه العاصمة إسلام آباد على طول 275 كلم· كما ضاعفت من خرجاتها الإعلامية، منذ إعلان حالة الطوارئ في 3 نوفمبر الجاري، في انقلاب واضح ضد الرئيس مشرف الذي كانت تجري محادثات معه بشأن تقاسم السلطة حيث قررت تعليقها· وأكثر من ذلك فقد سعت الى اجراء تحالفات مع معارض الرئيس مشرف وفي مقدمتهم رئيس المحكمة المعزول افتخار تشودري· وفي أول رد للإدارة الأمريكية على قرار الرئيس مشرف باجراء الانتخابات رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بهذا الإجراء الذي وصفته بالإيجابي· وقالت أن التزام الرئيس مشرف باجراء الانتخابات والتخلي عن قيادة الجيش يعتبران عاملان هامان لعودة باكستان الى المسار الديمقراطي· *