استنجدت مجموعة من دور النشر العربية المشاركة في الطبعة الثانية عشر من الصالون الدولي للكتاب بخليدة تومي وزيرة الثقافة قصد التدخل السريع وقبل إنقضاء أيام الصالون المعدودة لحل مشكل تسلم الكتب والمعروضات من المخزن. حيث لم تستلم أغلب دور النشر العربية العارضة بأجنحة الصالون إلا 50% من معروضاتها كأعلى تقدير على حد تعبير ممثل دار نشر لبنانية، والذي إعترف صراحة ودون أي مجاملة بقوة التنظيم وصرامته ماسمح بتحسن الوجه العام للصالون مقارنة بالسنوات الماضية إلا أن المأخذ الوحيد هو عدم تمكن الناشرين العرب من تسلم بضاعتهم التي صرف على نقلها وتبعاته آلاف الدولارات وكذا الأعباء المالية لحجز مساحة العرض، إذ كل هذه المصاريف ستشكل خسارة مادية للعارض في حال إن لم يستلم بضاعته في الأيام الأولى للصالون حيث لا يمكنه بيعها، فلا فائدة للناشر العربي الذي قطع آلاف الأميال حاملا معروضاته دون تمنكه من عرضها و التعريف بها للجمهور الجزائري ولايبيعها على حد تعبيره، كما أضاف محدثنا تساؤلا وجهه للمشرفين على عملية تخزين الكتب وتسليمها: من يتحمل الخسارة المالية في نهاية الأمر ..غير الناشر؟ وذات الإنشغال طرحه مجموعة من العارضين المصريين الذين تفاجأوا بالمستوى العالي للتنظيم التي تشهده الطبعة الحالية للصالون مقارنة بالطبعات السابقة إلا أن السلبية الوحيدة والتي تقلق العارضين وكذا الزوار حسب حسين سليمان مديرفرعي لدار إقرأ الدولية بالقاهرة عدم تسلم الكمية الكاملة للكتب التي جلبها الناشر العربي، إذ جلبنا كميات كبيرة جدا ومتنوعة لعلمنا المسبق بحب الجمهور الجزائري للكتب والإطلاع على آخر إصدارات عالم النشر في الوطن العربي، إلا أن مشكل تأخر حضور بعض الكتب حال دون نجاح العملية بشكل عام، فعلى سبيل المثال يضيف محدثنا الزائر وقبله العارض يستاء جدا عندما يطلب سلسلة كسلسلة كيف؟ في التنمية البشرية للدكتور الثويني فهدي ولايجد منها إلا 5 أجزاء وفي الحقيقة هي تسعة أجزاء لأن أربعة أجزاء منها لاتزال محجوزة مع باقي البضاعة في المخزن حسب تصريحه. وبعث مجموعة من الناشرين المصريين فاكسات إستغاثة واستنجاد لوزيرة الثقافة يطلعونها فيها على تفاصيل المشكل وأن الإجراء المستحدث بتكفل إدارة الصالون بتفريغ ونقل الكتب للمعرض يحتاج لوسائل وعربات أكثر مما هو متوفر لتدعو الفاكسات بصريح العبارة ضرورة التدخل السريع لوزيرة الثقافة قصد إنقاذ مشاركتهم وانجاح الصالون، كما سجلت 'الشروق اليومي' في جولتها الإستطلاعية بين العارضين العرب الرضى التام لبعض الناشرين العرب على المستوى العام للصالون والتنظيم المحكم له وفي مقدمتهم سعيد عثمان صاحب دار المكتبة النافذة من مصر الذي أعرب عن غبطته الكبيرة بالمشاركة في صالون دولي على مستوى من التنظيم والتسيير كالصالون الدولي للكتاب بالجزائر حيث رتب سعيد عثمان الصالون في طليعة الصالونات الدولية للكتاب التي شارك فيها من ذي قبل من حيث الجانب التنظيمني وحتى حجم المشاركة والإقبال. ويذكر أن إدارة الصالون استحدثت هذه السنة إجراءا خاصا يتمثل في التكفل التام بتفريغ الحاويات بالميناء وإيصالها لقاعات العرض و تسليمها للعارضين لضمان السير الحسن لعملية التفريغ والنقل وتفادي نقائص الطبعات الفائتة للصالون والتي كانت أهمها مشكل الجمركة وعدم أمانة الناقلين. زين العابدين جبارة