يعد العقار من أكبر المشاكل التي تواجهها بلدية خرايسية غرب العاصمة بإجماع من السكان والمنتخبين المحليين، حيث استنزفت الملايين من الهكتارات من الأراضي الفلاحية وعوضها الإسمنت في مدة قياسية لا تتجاوز الست سنوات، والغريب في الأمر أن تلك الأراضي وزعت وفقا رخص منتهية الصلاحية تعود لعهدة رئيس البلدية السابق ، بإعتراف من الرئيس الحالي. وكان"المير" المنتهية عهدته قد صرح "للشروق اليومي" أن السبب الرئيسي وراء ما يحدث ببلديته هو عدم تصنيف تلك الأراضي الفلاحية في سلم الأراضي الصالحة للبناء على اعتبار أنها أراضي بور لا تنفع للفلاحة، وبالتالي فإن إعادة التصنيف قد يخلص البلدية من مشكل العقار الذي يرهن ما يعادل 80 بالمائة من البنايات بخرايسية. و هناك مشكل كبير يتعلق بثقل الديون على البلدية، فكثيرا ما قطعت سونلغاز الكهرباء على البلدية بسبب الديون، وكثيرا ما حرمت من تفريغ قماماتها بالمفرغة العمومية بسبب الديون كذلك. من جهة أخرى تفتقد العديد من الأحياء للتهيئة وبإستثناء الشارع الرئيسي لمقر البلدية فإن أحياء سيدي بوخريس، والعديد من الأحواش قد اشتكى سكانها في مناسبات عديدة "للشروق اليومي" تدهور الطرقات،واهترائها حتى أن العديد منها ما زالت مثل حوش فامنياس مثلا، لم تلمسها عملية التعبيد مما عكر صفو المواطنين لا سيما في فصل الشتاء التي تغرق فيها تلك الطرقات في الأحوال، فلا يسلم من ذلك الأطفال ولا الشيوخ و المسنين من الظاهرة ،و حتى أصحاب السيارات. ما أثار حفيظة السكان أيضا هو العملية التي تتم بموجبها تعبيد طرق البلدية التي وصفوها بالإنتقائية وغير العادلة، على خلفية أنها تمس حي دون آخر أو شارع دون غيره ، وفي بعض الأحيان تنطلق أشغال التعبيد في موقع ما سرعان ما تترك الأمور على حالها بشهادة السكان، فجزء من الطريق معبدة مثلا بالحي الريفي رقم 3 وجزء آخر بقي على حاله . وفي هذا السياق صرح أحدهم قائلا" ان مسؤولينا يهتمون فقط بالطريق التي يمرون منها و الشوارع التي يقيمون بها لا يهمهم أمرنا مطلقا....وإلا فبما تفسرون هذا ؟" وأضاف آخر " الولاية تخصص ما يقارب 7 ملايين سنتيم سنويا من أجل تعبيد و تهيئة الطرق، و الواقع يعكس ذلك تماما". فيما يبقى مشروع إنجاز المرافق العمومية كالثانوية حلم تلاميذ خرايسية الذين يضطرون يوميا للتنقل للبلديات المجاورة لمزاولة دراستهم، كما لم يعرف لنور أيضا مشروع 100محل تجاري المنجزة حاليا في عدد من بلديات العاصمة . على صعيد مواز اجتمعت آراء استقيناها من هنا وهناك مفادها أن بلدية خرايسية ما زالت تحافظ على طابعها الريفي مثلما كانت عليه في الثمانينات عندما كانت تابعة لولاية تيبازة، ورغم انتمائها للعاصمة، إلا أن غياب التنمية بها جعلها تصنف ضمن الرواتب الأخيرة في سلم بلديات العاصمة . سليمة حمادي