بعد مضي ثمانية أشهر على تفجيرات الأربعاء الأسود بالعاصمة، فتحت العدالة الجزائرية الخميس الفارط ملف أولى القضايا التي لها صلة بتفجيرات قصر الحكومة ومبنى الشرطة بباب الزوار التي وقعها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي . حيث توصلت التحريات بشأن الانتحاريين اللذين نفذا الاعتداءات في 11 افريل المنصرم إلى إلقاء القبض على الإرهابي التائب (ش،محمد) الذي واصل نشاطه الإرهابي ويضطلع تورطه في عمليات التجسس والاستعلام لفائدة القاعدة ،هذا الأخير ذكر أثناء التحقيق معه أن المدعو (ب،أحمد) مفتش الشرطة بدائرة الاستعلامات بأمن ولاية الجزائر العاصمة كان يمده بالمعلومات التي ينقلها هو لإرهابي آخر اسمه (ع،عبد الحكيم) الذي ينقلها إلى الجماعات الإرهابية تحسبا لأي طارئ من شانه أن يعيق مسار التفجيرات التي كانت تستعمل فيها السيارات المفخخة بعد تنفيذ الانتحاريين للتفجيرات الأولى. وبناء على هذه المعلومات تم إلقاء القبض على الشرطي (ب،احمد) وإحالته على محكمة الجنايات بالعاصمة بتهمة تشجيع الأعمال الإرهابية حيث تبين من خلال استجوابه انه ورط في هذه القضية من قبل الإرهابي التائب (ش،محمد)الذي استمر في نشاطه وكان وراء عمليات التجسس لتفجيرات الاربعاء الأسود. شرع قاضي الجنايات في استجواب المتهم (ب،احمد)قائلا له :"أنت من مواليد 1979 ببلكور وتوبعت بتهمة تشجيع أعمال إرهابية،هذه الوقائع التي لها علاقة بالتفجيرات التي عرفتها العاصمة في الآونة الأخيرة ،إذ توصلت التحريات التي قامت بها مصالح الأمن العسكري ببن عكنون في هذا الشأن إلى إيقاف الإرهابي التائب (ش،محمد)الذي ذكر انك كنت تخبره بمعلومات عن التفجيرات؟ فماردك على ذلك؟" فرد عليه المتهم بأنه التحق بمديرية الأمن الوطني سنة 2001 إذ تم تعيينه في مصلحة الاستعلامات لأمن ولاية الجزائر فضيلة مكافحة النشاطات الإرهابية ،ومن مهامه متابعة الأشخاص المفرج عنهم في إطار المصالحة الوطنية والاحتكاك بهم لكتابة تقرير أسبوعي عن تحركاتهم وأنواع العبادات والأشخاص الذين يلتقون بهم "وهنا قاطعه القاضي قائلا "هل أنت تعمل التقرير أم يوجد نموذج تتبعه في عملك؟" فأجابه "يوجد نموذج يحتوي على 16 سؤال اعمل على الإجابة عليها من خلال الاحتكاك بالأشخاص المعنيين" غير أن القاضي أوقفه ليقول له " أنت تكلمت عن مهامك لكنك لم تجب على التهمة التي أنت متابع بها،لأنه يوجد إرهابي تائب تقربت منه. وصرح بأنك أنت من أخبرته عن السيارة المفخخة التي وضعت بحيدرة ولم تنفجر وأخرى ببني مسوس وعن الأشياء التي عثرت بها؟ إذن أنت تساعد الإرهاب بالمعلومات؟ فرد قائلا"أنا لم اقل له شيئا ولا توجد سيارة انفجرت ببني مسوس وبالنسبة لحيدرة أنا لم اعمل هناك لأني كنت متواجدا بقصر الحكومة حتى الخامسة مساء والكل سمع بالانفجارات والسيارات المفخخة على المباشر في قناة الجزبرة وبالتالي ليست معلومات سرية ". فيسأله القاضي "هل التقيت به يوم الانفجارات وماذا دار بينكما؟" يقول المتهم: "التقيته بالحي في الحراش لما كنت بصدد دخول منزلي فاستوقفني ليسألني عن الانفجارات فأجبته باني لاأعلم شيئا فاستغرب قائلا لي كيف لم تعلم وكل الدنيا سمعت عبر الانترنيت والفضائيات ؟ثم ذهبت إلى البيت"وهنا استفسره القاضي عن علاقته بالإرهابي (ش،محمد)والتعاملات التي كانت بينهما حيث أوصله إلى الحميز قبل الانفجار بأيام لشراء جهاز كمبيوتر؟ فصرح" بأنه تعرف عليه أواخر 2006 لما استفاد من المصالحة وانه كان يتعامل معه في إطار مهامه لمراقبته ". وبعد الانتهاء من استجواب المتهم طالب النائب العام بتسليط عقوبة 10 سنوات سجن في حقه مع غرامة مالية تقدر ب500الف دينار. في حين أن دفاعه طالب براءته لأنه لاتربطه أي علاقة بالإرهاب وعلاقته مع المتهم كانت يفرضها العمل والجيرة وان المعلومات محل الواقعة الكل يعلمها وليست سرية بدليل أن الفضائيات العربية بثتها على المباشر دقائق بعد التفجيرات. وبعد المداولات القانونية نطقت المحكمة ببراءة مفتش الشرطة(ب، احمد) من جناية تشجيع الأعمال الإرهابية. الهام بوثلجي