ظهرت وزيرة الشباب والحياة الاجتماعية الفرنسية "جانيت بوغراب"، ليلة الأربعاء إلى الخميس، بقميص المنتخب الجزائري، مبرزة مشاطرتها أفراح المحاربين ببلوغ مونديال البرازيل 2014. في حصة بثتها قناة "كنال بلوس" وحضرها المدرب الفرنسي الشهير "غي رو" فضلا عن مواطنه المهاجم الدولي السابق "كريستوف دوغاري"، كشفت بوغراب أنها بنت "حركي" قائلة أنّها ترغب بعد 51 سنة عن استقلال الجزائر في كتابة صفحة جديدة بين الدولتين. وشدّدت بوغراب على تطلعها للمصالحة بين فرنساوالجزائر وتجاوز ما سمتها "الذاكرة المثخنة"، مردّدة عاليا: "تحيا منتخب فرنسا وحظ سعيد لمنتخب الجزائر". وسبق لرئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" في خطاب ألقاه صبيحة الثامن سبتمبر 2005 بوهران، أن ردّ جزءا كبيرا من الأزمة المزمنة التي كادت أن تعصف بالجزائر، إلى ما وصفها "الغلطات الفادحة" التي ارتكبتها السلطات – بحسبه- في الماضي، وقال الرئيس يومذاك أنّ تعامل الدولة مع عائلات الحركى وأبناؤهم بعد الاستقلال لم يراع حدود الحنكة والذكاء والحكمة والسياسة الرصينة، بما أدى إلى شرخ إضافي زاد من وخامة الوضع الجزائري المفكّك. بيد أنّ بوتفليقة شدّد لاحقا أنّ " من لفظهم الشعب الجزائري لا مجال لهم للاستفادة من أي عفو"، وتابع قبل ثماني سنوات:" لن يكون هناك عفو عن الحركى أو الأقدام السوداء"، معطيا انطباعا متضائلا، بأنّ الأمر قد يحصل لكن ليس في زمن قريب بل في المستقبل المنظور. ويبقى ملف الحركى وهم الجزائريون الذين خانوا وطنهم وخدموا فرنسا خلال حرب التحرير الجزائرية، من الملفات الحساسة سواء في الجزائر التي تركوها مرغمين غداة اتفاقيات إيفيان المبرمة في 18 مارس 1962 أو في فرنسا التي يعيش فيها نحو 500 ألف منهم، علما أنّ مجلس الشيوخ الفرنسي (الغرفة العليا بالبرلمان الفرنسي) أقرّ في الفاتح فيفري 2012 بالأغلبية الساحقة قانونا يجرّم إهانة "الحركى". وكان "عبد القادر عريف" وزير قدامى المحاربين الفرنسي صرّح في صيف 2012، أنّ باريس ترفض التعاطي مع قضية "الجزائريين الذين وقفوا في صف فرنسا إبان الاستعمار" على أساس "توبة" بل "النظر إلى التاريخ بطريقة عادلة" (..). وذكر عريف وهو من أبناء الحركى أنّ تصريحات الرئيس فرنسوا هولاند عن خطايا الكولونيالية "ليست توبة ولا ندما"، و"مع الجزائر علينا طي الصفحة سويا وهذا يعني أن يتمكن الجزائريون أيضا من أن يخطوا بعض الخطوات" (..). وتحدث عريف عن استحالة "زيارة الحركى لبلاد أجدادهم" و"دفنهم هناك" وهو ما اعتبره أمرا "غير مقبول" لكنه نوّه "بإرادة انفتاح" ممن سماهم "أصدقائنا الجزائريين".