حلّت، أمس، كاتبة الدولة الفرنسية للشباب والحياة الاجتماعية وابنة أحد الحركى جانيت بوغراب بالجزائر، في زيارة رسمية بدعوة من وزير الشباب والرياضة الأفلاني الهاشمي جيار وجمعها به لقاء، كما سيكون لها لقاء آخر مع كل من وزير العمل والضمان الاجتماعي الأفلاني -أيضا- طيب لوح والوزير بن مرادي ووزير الجالية الجزائرية في المهجر حليم بن عطا الله· تحل جانيت بوغراب بالجزائر في زيارة اعتبرتها ''مبادرة على قدر من الرمزية والقوة من الجزائر''، وهي تعتقد تمام الاعتقاد بأن الجزائر يمكنها أن تتصالح مع الحركى وأبنائهم، فقد قالت في حوار لموقع ''كل شيء عن الجزائر'' إنها متأكدة أن للجزائر من القوة ما يجعلها تتصالح مع كل أبنائها كيفما كان تاريخهم، وأن ذلك سيجعلها أكبر من أجل رفع تحديات جديدة''· ولعل الأمر يتعلق، مثلما هي الحال بالنسبة إلى فرنسا الرسمية، بمشكل ''الذاكرة'' لدى جانيت بوغراب بنت منطقة شاتورو بوسط فرنسا التي ترشحت للانتخابات التشريعية 2007 ضمن قوائم حزب ساركوزي (التجمع من أجل الحركة الشعبية) عن الدائرة الثامنة عشرة بباريس، لكنها فشلت في الدخول إلى البرلمان الفرنسي، لأن عرب الدائرة الثامنة عشرة كانوا ينتقدونها بشدة ويصفونها ''بابنة الحركي'' الذي لقي على يده الجزائريون كل أنواع التعذيب بمكتب ''لاساس'' بالبرواقية· ربما كان الأمر عاديا لو أنه تعلق بابنة حركي وكفى، لكن جانيت بوغراب التي لا تتحدث عن المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي وبمعية الحركى، لا تترك مناسبة إعلامية إلا وطرحت قناعتها بأن الذي دفع عائلتها (جدها ووالدها لخضر بوغراب) لأن تكون من الحركى هو ''حبها لفرنسا وتعرضها للتصفية''، في إشارة منها إلى جدها الذي قتل على يد جيش التحرير بعد أن افتضح أمر عمالته للجيش الفرنسي بعد مجزرة ذهب ضحيتها 45 شهيدا بقرية أولاد عزيز في خريف 1956. إنه إصرار مستفز من كاتبة دولة في حكومة دعت منذ يومين الحكومة التركية إلى الاعتراف بمجازرها في حق الأرمن·