مثلما كان متوقعا أقام اللبنانيون مهرجانا تكريميا كبيرا للمجاهدة جميلة بوحيرد، إختلطت فيه الدموع بالأهازيج والأغاني، فقد أقامت قناة الميادين حفلا بهيجا حضره مشاهير العالم، احتفالا بالمجاهدة الجزائرية تتقدم الحضور ابنة الأسطورة شي غيفارا، وعدد كبير من مناضلي ومفكري ومثقفي القارات الخمس، وخلال الحفل إستعرض المنظمون مسيرة جميلة، في أفلام توثيقية على قدر كبير من الإتقان، كما استمعت جميلة إلى شهادات العديد من المشاهير في القارات الخمس على غرار غالاوي، وخلال الحفل الذي حضره رموز المقاومة في لبنان، تناول رئيس مجلس إدارة قناة الميادين غسان بن جدو، الكلمة ليسرد مناقب جميلة بوحيرد، كرمز من رموز التحرر في العالم، وهي التي ألهمت ليس فقط نساء بل وحتى رجال العالم ليكسروا قيود الذل والاستعمار. وبعد أن تسلّمت جميلة درع "جدارة الحياة" من مدير القناة، تكلمت بشاعرية كبيرة عن الشعب اللبناني المقاوم في إيحاءات مباشرة للمقاومة الإسلامية الصامدة. هذا ونقلت قناة الميادين التكريم على المباشر في تحفة فنية رائعة، تخللها الشعر والأغنية الثورية، واكتشفت جميلة من خلال الشهادات المنقولة من القارات الخمس، أنها حاضرة في قلوب كل العالم وليس فقط العرب. وبقدر ما نجح اللبنانيون في تكريم جميلة بوحيرد، بتلك الروعة بقدر ما تأسف الجزائريون أن لا تحظى جميلتهم بتكريم مماثل في بلادها ومن بني جلدتها، إلى درجة أنها قبل سنوات لم تجد حتى من يتكفّل بها للعلاج في الخارج، ما اضطرها إلى نشر إعلان في الجرائد هزّ شعور الجزائريين. ويتمنّى الجزائريون أن تلتفت الدولة الجزائرية، إلى هذا الرمز لتقيم له التماثيل، وتجعله كتابا مفتوحا بين يدي الأجيال الصاعدة.