لم يمر التكريم الذي حضيت به المجاهدة والمناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد، مرورا عاديا، فقد أثار موضوع التكريم بعض الجدل على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقع "الفيس بوك" المعروف بغزارة مشتركيه الجزائريين الذين علقّ البعض منهم برأيه وأدلى بدلوه في موضوع تكريم جميلة بوحيرد من طرف قناة "الميادين" ضمن أول عدد من برنامجها الجديد الذي يحمل عنوان "جدارة الحياة". وان كانت معظم تعليقات الجزائريين تتفق على ضرورة تكريم رموز الأمة، وأبطالها الذين صنعوا الحرية والاستقلال بتضحيات كبيرة، إلاّ أنّ اختلافات ظهرت في تفاصيل وكيفية ووقت التكريم، واعتبر البعض ممن علّق برأيه على موضوع تكريم بوحيرد، أنّه كان واجبا على المناضلة جميلة بوحيرد أن ترفض هذا التكريم حاليا، وترجؤه لوقت آخر، وذلك لسببين حسبهم، الأول يعود للجهة صاحبة التكريم وهي قناة الميادين، وثانيا للظرف الذي تمر به المنطقة العربية من تغيرات كثيرة. وفضّل أصحاء هذا الرأي، لو أنّ جميلة بوحيرد أرجئت قبول التكريم لوقت آخر، فهي التي حافظت على حب الجماهير العربية لها طوال 50 سنة، كان الأجدر والأفضل لها أن تبتعد عن الانحياز لأطراف ما ضد أخرى، باعتبار أنّ قناة الميادين معروفة بانحيازها لنظام بشار الأسد في سوريا، وأيضا لحزب الله في لبنان. وعبر هؤلاء عن تخوفهم من إمكانية الزج باسم ورصيد شخصية كبيرة مثل جميلة بوحيرد في صراع اقليمي وصفوه ب "الطائفي" كما أكّدوا بأنّ جميلة بوحيرد شخصية محترمة ومحبوبة من جميع العرب، باختلاف اديولوجياتهم وخلفياتهم وانتماءاتهم، ويجب عليها أن تظل دائما الباب الذي يفتح أمام الجميع دون انحياز لطرف على حساب طرف آخر. في حين، رأى آخرون بانّ خطوة قناة الميادين بتكريم جميلة بوحيرد، خطوة تستحق كل الشكر، كما أنّ قبول بوحيرد التكريم خطوة أخرى تستحق الشكر والتقدير. وعلّق هؤلاء بقولهم "شكرا لقناة الميادين .. وشكرا لجميلة بوحيرد التي ضحت كثيرا وصنعت استقلالا وعلمت الأجيال معنى الحرية وحب الأوطان".