ينتظر الكثيرُ من الجزائريين المولعين بالتكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية الحديثة، تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال، الذي كان من المفروض أن يتم إطلاقها رسميا في الفاتح من ديسمبر الجاري، إلا أنه قد تمّ تأجيلها إلى بداية عام 2014، والتي ستكون بمثابة القفزة النوعية في مجال الاتصالات في الجزائر، بما أنها تساعد في التدفق العالي والفائق السرعة لشبكة الانترنت، وعلى الرغم من حملات الدعاية لهذه التقنية الجديدة التي قام بها متعاملو الهاتف النقال في الجزائر، إلا أن الكثير من المواطنين لازالوا غير مدركين للمعنى الحقيقي للجيل الثالث. حقيقة لمسناها خلال استطلاع ارتأينا القيام به للتأكد من وصول فكرة الجيل الثالث للجزائريين، وإن كانوا يفقهون فعلا ما الذي توفره هذه التقنية الجديدة في عالم الاتصالات، باستثناء التدفق الفائق السرعة للإنترنت، الذي كان النقطة الوحيدة التي اشترك فيها عددٌ من المواطنين الذين تحدثوا إلينا. والغريب في الأمر أن العديد من الجزائريين ورغم أنهم لم يفهموا ما الذي يمكن أن يضيفه الجيل الثالث في عالم الاتصالات وفي تعاملاتهم اليومية والعملية بشكل أخص، إلا أنهم شرعوا في اقتناء هواتف نقالة ذكية جديدة، ناهيك عن الألواح الإلكترونية، حيث ومنذ حصول المتعاملين الثلاثة للهاتف النقال في الجزائر (جيزي، موبيليس، وأوريدو _نجمة سابقا-) على الموافقة المبدئية، والتي تمت في شهر أكتوبر المنصرم، شهدت محلات بيع الأجهزة التكنولوجية والهواتف النقالة إقبالا منقطع النظير لعدد من المواطنين، الذين قصدوها بغرض تغيير هواتفهم النقالة القديمة، وشراء أخرى، بما أن تقنية الجيل الثالث ستكون محصورة في بعض الهواتف الذكية دون غيرها، حيث أكد بعض الباعة الذين تحدثوا إلينا ازدياد الطلب على الهواتف الذكية والألواح في فترة زمنية قياسية، إذ قال لنا "عماد" وهو صاحب محل "لبيع الهواتف النقالة" ببن عمر في القبة، إنه وبمجرد الإعلان عن اقتراب موعد إطلاق تقنية الجيل الثالث، والميزات الاتصالية التي سيتمتع بها الشخص الذي تتوفر في هاتفه الذكي، بدأ المواطنون يتوافدون على محلات بيع الهواتف النقالة بشكل كبير، ويسألون عن الهواتف الذكية التي يمكن أن تتوفر فيها تقنية الجيل الثالث، كما أشار محدثنا إلى أنه قد باع العشرات من الهواتف الذكية والألواح في مدة زمنية قصيرة، وأن الطلب عليها لازال في تزايد مستمر، مضيفاً أنه تفاجأ للاهتمام الكبير الذي يوليه الزبائن للتقنية الجديدة، على الرغم من أن غالبيتهم لا يفقه فيها شيئاً، على حد قوله. وحسب أحد المواطنين الذي التقيناه في الشارع، فإن الجزائريين يركضون وراء كل شيء تعرضه الإعلانات، حيث يقول إن تقنية الجيل الثالث لم يتم شرح تفاصيل خدماتها بشكل جيد، إلا أن المواطنين سارعوا لاقتناء الهواتف الذكية بمجرد الإعلان عن اقتراب إطلاقها. أما "كريمة. ب" فعلى الرغم من أنها على قدر عال من التعليم، إلا أنها قالت لنا إنها لم تفهم المعنى الحقيقي لهذه التقنية، باستثناء التدفق العالي للأنترنت، كما أعابت محدثتنا على طريقة الإعلان عن الجيل الثالث، دون التعمق أكثر في التفاصيل التكنولوجية، ولكن بطريقة مبسطة وبلغة يفهمها الجميع، وهو الدور الذي قالت إنه يجب أن تقوم به وسائل الإعلام، مضيفة أن الموقع الإلكتروني الذي وضعه متعاملو الهاتف النقال في خدمة الزبائن، لم يفدهم كثيرا بقدر ما أخلط عليهم الأمور أكثر، قائلة أنها كلما حاولت الدخول إليه تجد عبارة "أحسب استهلاكك"، وهو ما لم تستوعبه، متسائلة عن الغرض من فتح مثل هذه المواقع إذا كانت لا تؤدي الدور المنوط بها في إيصال فكرة تقنية الجيل الثالث للمستخدمين؟ من جهتها السيدة "نسيمة. ق" إطار في شركة خاصة، قالت إن لا علاقة لها بالتكنولوجيا، إلا أن الضجة الكبيرة التي سبقت إطلاق تقنية الجيل الثالث، أثارت فضولها وأرادت أن تعرف ماهية هذه الأخيرة، فدخلت موقع "غوغل" لتتعرف أكثر على هذه التقنية الجديدة إلا أنها تقول لم تفهم شيئا، نظرا للتعقيدات الموجودة في الشرح الذي يحتوي على كلمات علمية بحتة، مشيرة إلى أن الكثير من أصدقاء العمل قاموا بتغيير هواتفهم النقالة بأخرى ذكية، أما هي فقد قررت الانتظار إلى غاية إطلاقها فعلا والتأكد من نوعية الخدمة وتدفق الانترنت بواسطة الجيل الثالث. وقد أوضح المختصون أن الجديد في تقنية الجيل الثالث، هو إمكانية الإبحار في شبكة الانترنت بكل راحة بالإضافة إلى تحميل الوثائق بسرعة عالية مقارنة بالطاقة الحالية لمتعاملي الهاتف النقال في الجزائر التي لا يتعدى تدفقها 256 كيلو أوكتي، كما يمكن مشاهدة أفلام الفيديو أثناء إجراء المكالمات الهاتفية، ناهيك عن اللعب عبر الشبكة، وتتعدى التقنية الاتصالات الشخصية إلى المؤسسات، حيث يمكن للأفراد العاملين في المؤسسة الواحدة التواصل بصفة دائمة حتى خارج المكتب، والحصول على خدمة الحوسبة والتسيير عن بعد، وباختصار شديد تقنية الجيل الثالث تمكن من استعمال الهاتف الذكي في كل مكان مع سرعة الاتصال وبحرّية مطلقة، إذا ما وفر متعامل الهاتف النقال التغطية الجيدة.