"سفيان مالوفي" مدير ومؤسس وكالة "ميديا أند سيرفي" المتخصصة في الدراسات التسويقية وقياس نسب المشاهدة والأداء لمختلف وسائل الإعلام وهي الوكالة التي أعدت مؤخرا دراسة حول الجيل الثالث لصالح المتعامل "موبيليس". ويتطرق في هذا الحوار "سفيان مالوفي" إلى تفاصيل خدمة الجيل الثالث التي ستطلق حيز الخدمة قريبا في الجزائر وما ستمنحه للمستهلك وكذا فرص الاستثمار التي ستوفرها هذه التكنولوجيا. صوت الجلفة: نتكلم كثيرا على الجيل الثالث، ما هي بالضبط هذه التقنية وما هي طبيعة الخدمات التي ستوفرها للمستهلك؟ سفيان مالوفي: تكنولوجيا الجيل الثالث تكمل وتخلف تكنولوجيا الجيل الثاني أو "انترنيت التدفق العالي" التي تبقى محددة في سرعة التدفق وسرعة التبادل. الجيل الثالث هي تقنية مكملة لسابقاتها وتسمح لنا بالتمتع بتدفق أكثر سرعة وتبادل للمعطيات والرسائل أسرع وبجودة أعلى كما أنها تسمح لنا أيضا بالاطلاع على محتوى الانترنيت والتطبيقات كتطبيقات وسائل الإعلام ومشاهدة محتوى البرامج التلفزيونية. يعني أن دخول الجيل الثالث حيز الخدمة سيحتم على عدة قطاعات التطور معها لمواكبة التطور، كالصحافة مثلا؟ بالتأكيد، فدخول تقنية الجيل الثالث حيز الخدمة لفائدة عامة المستخدمين سيمنحهم خدمات أسرع وبجودة أعلى لكنه سيمنح أيضا الشركات فرصة التواصل أكثر مع زبائنها وهو ما سيحتم عليها التأقلم مع هذا الوضع الجديد. يجب أن نعي أن هذه التكنولوجيا ستفرض علينا تغيير عاداتنا الاستهلاكية فيما يخص استخدام الهاتف النقال حيث سيكون على المستهلك التزود بهاتف ذكي "سمارتفون" أي الجهاز الذي يتماشى والجيل الثالث ويعطي إمكانية تصفح شبكة الانترنيت بالإضافة إلى الازدهار المرتقب لسوق "اللوحات الالكترونية" ومفاتيح الانترنيت ما يعني خلق فرص استثمار هائلة لمتعاملي الهاتف النقال. كم سرعة تدفق الجيل الثالث وهل سيكون من السهل الانتقال إلى الجيل الرابع أم سيتحتم علينا الانتظار مدة أطول؟ سيكون من الصعب الإجابة على سؤالك بما أن سرعة تدفق الجيل الثالث تبقى متغيرة حسب المتعاملين، الصحافة تتحدث عن سرعة تدفق تناهز 13 ميغا/ثا لكنني أظن أن العروض ستختلف من متعامل إلى آخر. ما هو أكيد هو أن سرعة تدفق الانترنيت باستعمال تقنية الجيل الثالث ستكون أسرع بكثير مما هو معروض حاليا عند متعامل الهاتف الثابت "اتصالات الجزائر" والتي لا تتعدى 02 ميغا/ثا ما سيضع المتعامل التاريخي في وضع تنافسي جد صعب وفي نفس الوقت فتح الباب واسعا أمام انتشار سريع للانترنيت في الجزائر وسيبقى في الأخير على عاتق المتعاملين بذل مجهود من أجل اقتراح أسعار تسمح لأكبر قدر ممكن من الجزائريين من الاستفادة من هذه التكنولوجيا. أما عن الانتقال إلى الجيل الرابع، فقبل ذلك، يجب أولا الانتقال إلى "الجيل الثالث +" (3G+) ثم بعدها الحديث عن الانتقال إلى الجيل الرابع لكن كل هذه المراحل مرتبطة ارتباط وثيق بمدى تطور حاجيات السوق الوطني وسرعة انتشار الجيل الثالث بما أنه يتطلب هوائيات وأجهزة خاصة لذا فمن وجهة نظري لا يمكن الحديث عن الجيل الرابع قبل سنتين من انطلاق الجيل الثالث على الأقل. يجب معرفة أن نصف الجزائريين لا يعرفون ما معنى الجيل الثالث و40 بالمائة منهم لا يملكون هواتف ذكية "سمارتفون" يعني أنه يجب بناء السوق من طرف المتعاملين من خلال خلف الحاجة وهيكلة السوق وتبني مقاربة بيداغوجية بالإضافة إلى ضرورة تعميم استعمال الانترنيت بما أن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من نصف الهيئات الجزائرية المحصاة سنة 2011 لا تستخدم الإنترنيت في تبادل المعطيات والخدمة العمومية أحسن دليل على ذلك. إذا الجيل الثالث سيفتح أيضا سوق جديدة للهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية، هل تملك الشركات الوطنية فرصة للاستثمار في هذا الميدان؟ السوق الوطني يضم حاليا متعاملين أجانب في هذا المجال بالإضافة إلى المتعاملين الوطنيين كمثال "كوندور" وأجزم أن آخرين سيدخلون هذا المجال قريبا بما أن السوق تبدو واعدة بتوفر زبائن من فئة الشباب الذين يستعملون الانترنيت على الأقل 04 ساعات في اليوم لكن قبل ذلك يجب فسح المجال أمام تجديد حظيرة الهواتف النقالة في الجزائر من أجل الانتقال من الهواتف الصوتية البسيطة إلى الهواتف الذكية وبعدها اللوحات الالكترونية. الأهم في كل هذا هو ضرورة تطوير حول هذه الصناعة الإلكترونية نشاط المحتوى بصيغة محلية وهو التحدي الأكبر للشركات الناشطة في هذا المجال محليا. في نظركم هل ستكون أسعار الأجهزة وخدمات الجيل الثالث في متناول الجميع؟ كل الدراسات حول أسعار خدمة الجيل الثالث خاصة فيما يتعلق تطلعات الزبائن والسعر الأدنى المعقول لهذه الخدمة تبقى عشوائية ولا تعطي نظرة شاملة. شخصيا، أعتقد أن سر نجاح الجيل الثالث يكمن في تقسيم السوق حسب حاجيات الزبائن وعليه فأنا أعتبر أن عرض الانترنيت بواسطة مفاتيح الجيل الثالث ستلقى رواجا أكبر خاصة وأن معظم مستعملي النت في الجزائر يحبذون الاطلاع على الرسائل الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. وحسب الأولويات، فالمعركة التجارية الأولى ستكون في ميدان الهواتف الذكية التي تعتبر ضرورية للاستفادة من تقنية الجيل الثالث ومن ثم ستطرح قضية عروض كل متعامل.