يقرر المؤلف الأمريكي ميشيل هارت في كتابه "المائة الأكثر نفوذا في التاريخ الإنساني" أنه اختار ذوي النفوذ بالمعني الكامل, ولذلك لم يقنع بالشهرة, أو الوضع الإنساني, أو ذيوع الذكر, أو الموهبة, أو نبل الشخصية فقط, وإنما كان يبحث عن النفوذ بمعني القدرة علي تغيير مجري التاريخ والتأثير في البشر. يقول في مقدمة كتابه : عندما أبحث عن ترتيب الأهمية لشخص ما فإنني أعطي اعتبارا خاصا للحركة التاريخية التي كانت ثمرة لجهده, وعموما لا تقع حركات التاريخ نتيجة جهد فردي, ومن هنا تبرز أهمية النفوذ الذي يملكه شخص ما ويستطيع من خلاله أن يقنع الآلاف أو الملايين بإحداث تغيير في الحضارة أو التاريخ, ولعل المثال المثير علي ذلك ترتيبي لمحمد صلي الله عليه وسلم ووضعه فوق عيسي عليه السلام, فأنا مقتنع بأن محمدا كان له نفوذ في تكوين العقيدة الإسلامية أكثر من نفوذ عيسي في تكوين العقيدة المسيحية, وليس معني هذا أنني أفضل محمدا علي عيسي.يقول المؤلف في بداية فصله الأول وعنوانه محمد570 632: إن اختياري لمحمد ليكون الأول بين ذوي النفوذ المؤثرين في العالم قد يدهش بعض القراء ويصير مثار تساؤلات من البقية, ولكنه هو الوحيد في التاريخ الذي كان امتيازه متكافئا علي المستوي الديني والدنيوي, وبأصول متواضعة أسس محمدا ديانة من ديانات العالم العظيمة, وأصبح زعيما سياسيا وبرغم مرور أكثر من13 قرنا علي وفاته مازال نفوذه الديني والسياسي عميقا ومستمرا.ويعتبر الكاتب الأمريكي ميشيل هارت أن محمدا عليه الصلاة والسلام هو الوحيد صاحب النفوذ الأعظم على التاريخ الإنساني, ويفرد الكاتب في كتابه المائة سبع صفحات عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.. من بين الصفحات السبع صفحتان تحتلهما خريطة للمد الإسلامي, ونصف صفحة تحتلها لوحة للرسام خيل جيش المسلمين وهو يغزو تحت علم الله.