سجل المجلس الشوري الوطني لحركة النهضة استمرار الجزائر في حالة من التناقض على الصعيدين الداخلي والخارجي، وجدد مطلب أحزاب المعارضة بتأجيل تعديل الدستور إلى ما بعد الرئاسيات ، منتقدا الموقف الرسمي الجزائري إزاء ما تعرفه مصر من أوضاع ومن ذلك كيفية التعامل مع زيارة وزير خارجية مصر الأخيرة للجزائر. وطالب أمين عام حركة النهضة محمد ذويبي، الجمعة، في كلمته الافتتاحية لأول اجتماع للمجلس الشوري الذي أنتجه المؤتمر الوطني الخامس للحزب المنعقد أواخر سنة 2013 بتغيير الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة حيادية ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين. وأشار ذويبي "لاستمرار الحكومة في التغليط والتزوير، وتحريف إرادة الشعب" واستغربت على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي "تصريحات مسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم الوزير الأول الذي يصرح في زياراته الانتخابية للولايات بأن نسبة البطالة قد انخفضت إلى ما يقارب 9 بالمائة وأن نسبة التضخم كذلك قد انخفضت إلى ما يقارب 3 بالمائة". وقال بأن هذه المؤشرات المصرح بها تتناقض مع الواقع المعيش للمواطن من جهة حيث ارتفاع الأسعار في المواد الاستهلاكية بشكل مفاجئ وغير متناسب مع القدرة الشرائية، ومن جهة أخرى فإن هذه الأرقام تتناقض حتى مع المؤشرات المطروحة في قانون المالية لسنة 2014. كما أشار الأمين العام لحركة النهضة إلى الجدل الذي زال يحيط بالهجوم الإرهابي على منشأة الغاز بتيقنتورين، وقال "لقد اطلعتم مثلي في وسائل الإعلام بقرار فرنسا فتح تحقيق ضد مجهول في قضية الاعتداء الإرهابي الذي وقع على مركب الغاز بتيقنتورين في شهر جانفي من السنة الماضية، وهو الأمر الذي يؤشر على مواصلة فرنسا تعاملها مع الجزائر بنفس العقلية وبنفس الاستكبار". وتناولت كلمة ذويبي "المشهد الدموي" الذي تعيشه مصر الشقيقة منذ الانقلاب العسكري على الإرادة الشعبية وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وحكومته، محملا وزير خارجية الجزائر "تقاعسه في الرد عن شرف الجزائر والجزائريين بسبب التصريحات المشينة لوزير خارجية الانقلاب لدى زيارته الأخيرة للجزائر".