أصر قادة مجموعة الأحزاب والمنظمات والشخصيات المنضوية تحت لواء ما يسمى " مجموعة العشرين " على مطلب استحداث هيئة مستقلة لتنظيم وتأطير الانتخابات الرئاسية المقبلة، لإعطاء مصداقية لهذه الأخيرة، وإضفاء النزاهة والشفافية عليها. احتضن أمس الأول، حزب العدل والبيان، الذي ترأسه نعيمة صالحي، لقاء تنسيقي لمجموعة تكتل ال20، في جلسة مغلقة، وتمحورت المداخلات حول التطورات السياسية الحاصلة في الجزائر، وارتكزت أساسا على التمسك بمطلب إنشاء هيئة مستقلة عن السلطة لإدارة العملية الانتخابية المتصلة بتجديد رئيس الدولة المرتقبة في أفريل المقبل. وسحب ذات العملية من الإدارة ذات العلاقة المباشرة بهذه الأخيرة، المتمثلة في وزارتي الداخلية والعدل، وأصرت نفس المجموعة على هذا المطلب الذي يصطدم في كل مرة برفض السلطات التي تعتبر الأمر غير ممكن ولن يحظى بالقبول، قادة تكتل العشرين وأن أعربوا عن يقينهم أم السلطة لن توافق ولن تستحسن المطلب المذكور، إلا أنهم تمسكوا به على اعتبار أنه يعد جزءا من المصداقية التي يجب أن ترافق ملف الرئاسيات القادمة التي يكتنفها الغموض حسب مجموعة ال20، التي تضم قادة أحزاب ومنظمات الدفاع عن الذاكرة والسيادة الأربعة عشر، وستة آخرون من مجموعة القطب الوطني، ونالت زيارة وزير خارجية مصر، نبيل فهمي، المرتقبة يوم غد إلى بلادنا، جزءا أكبر من النقاش الذي دار بين قادة التكتل المذكور، الذي اجتمع بمقر حزب العدل والبيان بالدرارية في العاصمة، حيث عبروا عن رفضهم المطلق لهذه الزيارة، بسبب ما وصفوه أن وزير خارجية مصر يمثل " سلطة انقلاب " على الشرعية، كما لا تحظى باعتراف المجموعة الدولية ولا الإقليمية والجهوية، وأجمعوا في مداخلتهم على أن الجزائر ضد الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلابات وتدين ذلك، وبصفتها عضوا في الاتحاد الإفريقي ترفض الإنقلابات، فكيف للجزائر أن تخرج عن هذا الإطار وتسمح بزيارة مسؤول يمثل نظاما انقلابيا، في الوقت الذي لاتزال عضوية مصرفي الاتحاد الإفريقي معلقة منذ الانقلاب على الشرعية في جويلية2013، واعتبروا استقبال وزير الخارجية المصري يعني الاعتراف استقبال وزير الخارجية المصري يعني الاعتراف بالنظام القائم هناك، ومن خلاله إرضاء لحكام الخليج المتسببون في الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، وقال الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، إن هذا اللقاء ستليه لقاءات أخرى، خصوصا مع حلول عام 2014، الذي يعتبر سنة استحقاق رئاسي، ويرى أنه ببقاء الوضع السياسي يراوح مكانه، تعمل المجموعة السالفة الذكر، التي تعد حركة النهضة جزءا منها على توسيع قاعدة العمل مع الفعاليات السياسية الجادة، التي ترغب في الممارسة النزيهة وتطويرها، وتحدث عن ما وصفة " بارتباك " لدى السلطة بخصوص العهدة الرابعة وبين التمديد للرئيس بوتفليقة، أو السعي لإيجاد شخصية أخرى لإتمام المسار، وجدد ذويبي مطلب حركته المتعلق بإنشاء هيئة مستقلة تتولى الإشراف على العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها. م.بوالوارت