كشفت إحصائية نادرة أعدتها وزارة الداخلية العراقية أن 12 في المائة من أفراد جهاز الشرطة يعانون من الأمية ولا يجيدون القراءة والكتابة. وتوضح الإحصائية التي نشرتها جريدة "الحياة" اللندنية أن هناك شرطياً واحداً بين كل 8 رجال شرطة لا يجيد القراءة والكتابة وأن هناك عدداً كبيراً من منتسبي جهاز الشرطة يعانون من الأمية وغير قادرين على التدقيق في الأوراق الرسمية للمواطنين في نقاط التفتيش الداخلية والخارجية. وإثر النتائج التي كشفت عنها الإحصائية باشرت وزارة الداخلية بفتح مجموعة من مراكز محو الأمية وتعليم الكبار في بغداد وعدد من مدن جنوب العراق لتعليم أفراد من الشرطة القراءة والكتابة. ويؤكد مصدر أمني مطلع أن المعلومات الاستخبارية المتوافرة لدى القوات الأمريكية والحكومة العراقية عن طرق تحرك الجماعات المسلحة وأساليب تنقلهم تكشف عن مرور عشرات المسلحين من نقاط التفتيش من دون تمكن رجال الشرطة من تدقيق هوياتهم. وكان مصدر مقرب من زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أبو مصعب الزرقاوي كشف عن مرور الأخير في عشرات نقاط التفتيش بهويات مزورة، بعضها ينتحل صفة رجال أمن أو عامل لدى القوات الأمريكية. ويصف رائد الشرطة حسين علوان ما يحدث في بعض نقاط التفتيش بأنه مثير للسخرية ويقول إن ضباط ومنتسبي الشرطة من الأميين يطلعون على هويات من دون أن يعرفوا محتواها ويدعون أنهم يعرفون القراءة والكتابة. وتؤكد وزارة الداخلية العراقية أن كل مركز لمحو أمية سوف يضم أربع مراحل هي الأساسية والتكميلية والخاصة والخامسة والسادسة وتستمر كل مرحلة ستة أشهر يحصل بعدها الشرطي على شهادة المرحلة الابتدائية التي تؤهله لإكمال دراسته المتوسطة. وأصدرت الوزارة تعليمات خاصة بإجبار جميع منتسبي جهاز الشرطة الأميين على الحضور إلى مراكز محو الأمية التي فتحتها الوزارة. من جهة أخرى، فقد وجهت أصابع الاتهام إلى الأمريكيين الذين حلوا الأجهزة الأمنية العراقية بعد احتلالهم للبلاد وقاموا بإعادة تشكيلها من أناس يفتقرون إلى العلم والكفاءة. ويؤكد أحد المسؤولين العراقيين أن قبول آلاف المنتسبين في جهاز الشرطة تم عبر قوائم قدمتها الأحزاب النافذة في السلطة لدمج الميليشيات في القوى الأمنية. ل /ل