خرجت حافلتان على الأقل الجمعة تنقلان مدنيين من أحياء حمص القديمة وسط سوريا، والمحاصرة منذ اكثر من عام ونصف عام، بحسب ما أفاد مصور في وكالة "فرانس برس" والإعلام الرسمي السوري. ورأى المصور بعيد الساعة الثانية بعد الظهر (12,10 تغ)، قرابة 12 شخصا على متن حافلة بيضاء اللون خرجت من حمص القديمة، أحاط بها جنود سوريون، وحالوا دون اقتراب الصحافيين والمصورين منها. وأفاد التلفزيون الرسمي السوري عن "إخراج 35 مدنيا من حمص القديمة اغلبهم أطفال ونساء وكبار السن" على متن حافلتين، مشيرا إلى أن هؤلاء "كان يستخدمهم الإرهابيون (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) دروعا بشرية". وتفرض القوات النظامية حصارا منذ جوان 2012 على إحياء حمص القديمة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين. وعرضت قنوات تلفزيونية في المكان، من بينها التلفزيون الرسمي، لقطات لخروج المدنيين على متن الحافلتين، وسط تواجد كبير لجنود سوريين وعناصر من الهلال الأحمر وأفراد من الأممالمتحدة. وأظهرت الصور عمال إغاثة يساعدون مسنين على المشي، وقد وضعوا على أكتافهم أغطية من الصوف. وبدا التعب والوهن على وجوه المسنين. كما أظهرت اللقطات امرأة مسنة ممدة في داخل سيارة إسعاف، في حين يقوم متطوعو الهلال الأحمر بمساعدتها. وظهرت على الأقل ثلاث نساء ينظرن عبر نوافذ حافلة تحمل الرقم 2. كما بدا في المكان عاملون في برنامج الأممالمتحدة للأغذية يرتدون سترات واقية من الرصاص زرقاء اللون، إضافة إلى سيارة بيضاء رباعية الدفع عليها شعار المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. ودخلت حافلات نقل وسيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر صباحا إلى إحياء حمص القديمة التي يسيطر عليها مقاتلون معارضون. وتأتي هذه العملية في اطار اتفاق اعلن عنه الخميس بإشراف الأممالمتحدة، لإخراج المدنيين الراغبين بذلك وإدخال مساعدات إنسانية الى من يبقون في الداخل. وأعلن محافظ حمص طلال البرازي صباحا أن المدنيين سيبدؤون بالخروج الجمعة، على أن يتم إدخال المساعدات بدءا من غد السبت. واشار الى انه بحسب "ما نقل الينا من الاممالمتحدة، فان العدد المتوقع كان بالأمس 200 او أكثر بقليل"، مشيرا إلى أن السلطات مستعدة "لاستقبال اي عدد، واذا رغب المدنيون الموجودون في الداخل ان يخرجوا جميعا، فأهلا وسهلا". وأوضح ان الأشخاص الذين سيسمح لهم بالخروج هم الاطفال دون الخامسة عشر من العمر، والرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين، إضافة إلى النساء. وتعد حمص، وهي ثالث كبرى المدن السورية، "عاصمة الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ويقول ناشطون ان قرابة ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يتواجدون في إحيائها المحاصرة منذ جوان 2012.