منع مئات المسافرين من مغادرة تراب ولاية تمنراست ليلا على متن الحافلات التابعة لمؤسسات النقل الخاصة بعد الساعة العاشرة ليلا، وعلم من مصالح أمنية أن إجراءات "حظر" التنقل ليلا عبر الطرق الصحراوية إجراء في صالح المواطنين وحماية لأرواحهم من الأخطار التي قد تعترض طريقهم كالإرهاب او عصابات التهريب المسلحة خلال رحلاتهم الطويلة، خاصة المتوجهين من ولاية تمنراست نحو مدينتي ورڤلة وغرداية. واضطر المسافرون خاصة قبيل الانتخابات المحلية الى التوقف لساعات طويلة والمكوث داخل الحافلات التي غادرت محطة النقل بتمنراست حوالي الساعة العاشرة ليلا، والتي منعت من طرف الحاجز الأمني المتواجد قرب المركز الجامعي من مغادرة المدينة إلى غاية منتصف الليل، حيث سمح للمسافرين بالتنقل لمسافة لا تتعدى المائة كلم ثم التوقف في منطقة تدعى "عين أمڤل" تبعد عن تمنراست بحوالي 150 كلم فقط، حيث يتم غلق الطريق تماما من طرف الحاجز الأمني ومنع المسافرين من "المغامرة" بالتنقل ليلا عبر الطريق الوطني رقم واحد المؤدي الى غرداية وهو طريق خطر ومعزول، ويقضون ليلهم أمام الحاجز الأمني إلى غاية الساعة الخامسة والنصف صباحا يسمح لهم بالسفر مع بزوغ نور الفجر. وحسب ما علم من المسافرين فإن هذه الإجراءات معمول بها من فترة وغير متعلقة بأجواء الانتخابات، فالمسالك والطرق الصحراوية وعلى الرغم من هدوئها فهي لا تخلو من احتمال تواجد عناصر إرهابية تتنقل من مكان لآخر وتنفذ عملياتها ضد العزل، كما حدث مع عملية اغتيال 13 جمركيا بالقرب من مدينة المنيعة على نفس المحور، كما يحتمل أن يعترض طريق المسافرين ليلا قطاع طرق أو تجار مخدرات وتهريب السجائر وهم عصابات مسلحة تشكل خطرا على حياتهم. غير أن أصحاب الحافلات الصغيرة والذين يسعون للربح السريع وعدم الانتظار إلى غاية الفجر، يتهربون من رقابة الحواجز الأمنية ويسلكون طرقا صحراوية ترابية معزولة وخطرة ويغامرون بأرواح العشرات من المسافرين المستعجلين في الوصول الى مدنهم البعيدة عن ولاية تمنراست بمسافات طويلة ويستغرق سفرهم يومين أو ثلاثة على الأقل. نفس الإجراءات الأمنية معمول بها في ضواحي مدينة المنيعة حيث يفضل المسافرون والناقلون المتوجهون من مدينة تمنراست أو عين صالح إلى غرداية بعد التاسعة مساء، قضاء ليلهم بالقرب من الحاجز الأمني ليواصلوا سيرهم بعد طلوع الفجر خوفا من الطريق الخالي من الحركة تقريبا وتفاديا لأي خطر يحتمل أن يكون ومن أي نوع. وكانت السلطات قد فرضت إجراءات أمنية مشددة منذ السنوات السابقة تمنع المواطنين من الدخول الى المناطق الصحراوية خوفا من تعرض المنشآت النفطية لاعتداءات ارهابية. للتذكير فقد تعرض 32 سائحا أوروبيا سنة 2003 إلى اختطاف قامت به عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال بقيادة صايفي عماري المدعو عبدالرزاق البارة على الحدود بين ايليزي وتمنراست. أ.أسامة