أثار اختيار مكان تربص المنتخب الوطني المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس الكثير من الجدل من طرف المختصين والمتتبعين للشأن الرياضي بالجزائر، خاصة وانه سيتحول إلى تجمع للمحترفين قبل أيام من مواجهة السينغال. وبرمج الطاقم الفني التربص المقبل في الفترة ما بين 21 ماي إلى 28 ماي بالعاصمة الفرنسية باريس، في الوقت الذي كان مرتقبا إقامته بجنوب فرنسا.وحسب المعلومات التي حصلت عليها الشروق فإن التربص كان من المرتقب أن يقام بمرسيليا وبالضبط في "أيكس اون بروفانس"، غير أن التأخر في الحجز دفع بمسؤولي المنتخب إلى تغيير الوجهة نحو الشمال. ولم يكن أحد يعلم بأن التربص سيقام بباريس، لولا البرنامج الذي قدمه سعدان للاعبين عقب نهاية مواجهة الكونغو، وهو ما ارتاح له اللاعبون المحترفون كثيرا. وإذا كانت فرضية إقامة التربص بالجزائر استبعدت نهائيا، طالما أن منتخبنا أضحى "فرنسي" الإقامة ومشكل في غالبيته من لاعبين ينشطون في فرنسا، فإن تحويل مكان التربص إلى باريس قد يتسبب في إشكال حقيقي ل"الخضر" إذا أرادوا فعلا دخول التصفيات من اجل التأهل. ويتزامن موعد التربص مع حركة سياحية نشطة تعرفها عاصمة الجن والملائكة، فبالإضافة إلى غلاء الأسعار (ربما ليس إشكال، لأن خزينتنا مملوءة) فإن ذلك سيفقد اللاعبين التركيز قبل لقاء هام أمام السينغال. ويمكن القول أن الطاقم الفني ومن ثمة الاتحادية ارتكبت خطأ استراتيجيا باختيارها باريس كمقر لآخر تربص، لعدم تشابه الأجواء السائدة هناك وبين تلك التي سيلعب فيها ضد السينغال بالعاصمة داكار. اغلب محترفي الخضر في نهاية عقودهم مع فرقهم الإشكال الحقيقي هو أن اغلب لاعبي الخضر يتواجدون في وضعية تحتم عليهم التفكير في مستقبلهم الكروي، فإما أنهم في نهاية عقودهم مع أنديتهم أو أنهم يأملون في تغيير الأجواء بسبب المشاكل التي يعانون منها. وسيحج عدد من الوسطاء ووكلاء اللاعبين إلى مقر إقامة التربص، وهم أفراد معروفون في الوسط الكروي الفرنسي بهدف الكسب المادي من خلال البحث عن اندية للاعبين الجزائريين. ويتواجد كل من حمداني، مطمور، شاذلي، جبور، بوقرة في وضعية تحتم عليهم مراجعة عقودهم التي تنتهي بنهاية الموسم الحالي، بينما يفكر كل من زياني، وبوزيد في تغيير الأجواء بسبب عدم الارتياح او المشاكل التي يعانون منها. بالإضافة إلى إن هناك عددا من اللاعبين يلعبون على شكل اعارة في انديتهم، فهم لم يفصلوا في وجهتهم المستقبلية مثل عراش وربما بلحاج. سيناريو الموسم الماضي يعود إلى الأذهان وتعد هذه الوضعية شبيهة جدا لتلك التي عاشها المنتخب العام الماضي، أثرت كثيرا على استقرار المنتخب وتركيز لاعبيه. ولأن نهاية البطولة الفرنسية ستكون في منتصف شهر ماي، والتربص سيقام قبل الأورو فإنه سيحظى باهتمام من "المناجرة" وقد يفقد اللاعبين تركيزهم.وسيعيد ذلك إلى الأذهان ما حدث الموسم الماضي وهو اضطراب اللاعب زياني بسبب العروض الكثيرة التي تهاطلت عليه بعد تألقه في سوشو، وهناك احتمال تكرر الحادثة، خاصة بسبب توتر علاقته مع ناديه مارسيليا، كما عاش المدافع بوزيد نفس الوضع قبيل لقاء الرأس الأخضر الهام، حيث بقي في الفندق قبل ساعات من المواجهة القوية للخضر ينتظر وصول فاكس من احد الأندية التي طلبت خدماته فأثرت على تركيزه، وأضاع خلالها المنتخب الجزائري تأشيرة التأهل هناك وليس أمام غينيا كما يعتقد البعض. ولا نخال أن اتحادية "حداج" ليست على علم بالقضية، خاصة وان المنتخب مطالب أكثر من أي وقت مضى بأخذ كل الأمور محمل الجد بعد فضيحة الكونغو الديمقراطية والتي مرغت أنف الجزائر في التراب.