أصبحت محلات بيع الأسماك بتيزي وزو، مجرد ديكور تتزين به الأسواق، نتيجة لارتفاع أسعارها إذ أضحى المواطن يدير وجهه عن مختلف أنواع السمك المعروضة لينهمك في تقصي أسعار الخضر والفواكه باعتبارها ضرورية فقط، ويبقى فكره مشغولا بانخفاض القدرة الشرائية، لاسيما العائلات ذات الدخل المحدود. فمن خلال جولة استطلاعية قمنا بها بولاية تيزي وزو وقفنا عند عزوف كبير للمواطنين عن شراء الأسماك، ما عدا السردين الذي يستقطب عددا من الزبائن لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. وفي ذات الشأن أجمع معظم التجار على أنهم ليسوا المسؤولين عن ضبط الأسعار وإنما يتحكم فيها ميزان المزاد العلني وتخضع لقانون العرض والطلب، حيث يقدر سعر الجمبري 2400 دج للكيلوغرام الواحد الكلامار ب 1600 دج وسمك السارغو ب 800 دج، فضلا عن نوع آخر من الأسماك يطلق عليه اسم الشياندمار الذي يقدر ثمنه ب 700 دج، وقد تراوح ثمن سمك لاريني ما بين 500 دج و600 دج والتونة ب 1600 دج. أما عن الطبق الذي تمكن أسعاره متوسطي وضعيفي الدخل من شرائه من فترة لأخرى حتى وإن كانت بعيدة فيتمثل في سمك السردين حيث بلغ ثمنه 400 دج للكيلوغرام الواحد بسوق تيقزيرت وأزفون وتيزي وزو خاصة، وقد أعرب العديد من المواطنين الذين صادفناهم بأنهم لا يفكرون بل ولا يتخيّلون حتى أنهم واقفون أمام محلات بيع الأسماك وذلك نتيجة عدم قدرتهم على شرائها، إذ باتت عملية اقتنائها منعدمة بالنسبة لمعظم المواطنين لغلائها. وحسب بعض المواطنين فإنه لا غنى عن تناول أطباق السمك رغم بلوغ الأسعار السقف لذا فالبديل هي الأسماك المجمدة التي تنال الحظ الوفير من الإقبال والتي تعرض أيضا بتشكيلة متنوعة تقبل عليها الأسر، وهذا ما لاحظناه خلال قيامنا بالجولة الاستطلاعية أين وجدنا سعر الأسماك المجمدة في متناول الجميع يتراوح سعرها مابين 400 دج و450 دج، وهذا بالإضافة إلى إمكانية شراء كمية قليلة من الأسماك حسب الرغبة وحسب القدرة الشرائية.