حملت زيارة السيد عبد المالك سلال الأخيرة، إلى ولاية ميلة، بعض الأمل، لعائلة التوأم السيامي الملتصق سلسبيل وزكاة، عندما وعد شفهيا بتكفل الدولة بقضية هذا التوأم الذي سيحتفل في الثلاثين من شهر مارس القادم بعيد ميلاده السادس، من دون أن يجد الفرج الصحي الذي كتبت عنه الشروق اليومي منذ أن بلغ التوأم سن الشهرين. وفي الوقت الذي ثمّن الوزير الأول ما قام به المجتمع المدني من عمليات تحسيس بقضية التوأم، ينتظر والد التوأم السيد عيسى مقران تحوّل وعود عبد المالك سلال إلى حقيقة، خاصة أن والي ولاية ميلة الحالي أبان عن ميولاته الاجتماعية في الكثير من القضايا، من خلال المساهمة ماديا وإداريا لحل مختلف المشاكل، وكان الوزير الأول قد تفاجأ وهو في لقاء مع المجتمع المدني في ميلة، حيث كانت طلبات الجمعيات الشخصية تتهاطل عليه، بأحد المتدخلين يُكسر روتين "الأنا" ويقدّم الحالة للوزير الأول، في الوقت الذي عجز الوالد الخجول عن تقديم حالة توأمه التي سبق للشروق اليومي أن قدمتها في أكثر من عشر مناسبات، من دون أن تجد حلا، خاصة أن المستشفى الألماني السعودي اعتذر عن علاج الحالة عندما نشرتها الشروق اليومي منذ خمس سنوات لأسباب تتعلق بعدم وجود هذا الاختصاص في هذا المستشفى العالمي، وكانت والدة التوأم الذي مازال ملتصقا وممنوعا عن الدراسة وعن اللعب مثل كل أطفال العالم. السيدة صوفيا صالحي قد وضعت توأمها في الواحد والعشرين من شهر أكتوبر من عام 2008 في عيادة الولادة بسيدي مبروك بقسنطينة، حيث مكث التوأم تحت المراقبة قرابة الأسبوعين ليتم نقله إلى المسكن العائلي في بلدية وادي العثمانية بولاية ميلة، وعانت الأم في عملية الاعتناء وإرضاع وتغذية التوأم، وبدأت رحلة العمر مع العذاب، التي قاربت سنتها السادسة من خلال طرق كل الأبواب وتحوّلت القضية إلى عنوان فايسبوكي عالمي كبير في وجود نسبة نجاح كبير للعملية، لأن لكل فرد من التوأم جهازه العصبي والتنفسي الخاص به، ولكن من دون أن تراوح مكانها، إلى أن بزغ بريق من الأمل السبت الأخير على لسان الوزير الأول؟