كشفت المصالح الأمنية الإسبانية أمس أن وحدات حرس السواحل بدأت عمليات بحث مكثفة عن 9 جزائريين اعتبروا في عداد المفقودين على بعد 65 ميلا من "كابو دي بالوس" بمدينة مرسية. وبحسب مصادر إسبانية، فإن فرق الإنقاذ التابعة لمقاطعة ألمرية شرعت في إجراءات البحث عن جزائريين كانوا على متن قارب قادم من مدينة وهران حمل 12 حراقا، ووقع راكبوه في مأزق استرعى انتباه باخرة هولندية تمكنت من إنقاذ شخصين وانتشال جثة ثالث، لتقوم بإبلاغ السلطات الإسبانية. وأوضح الجزائريان الناجيان أن هناك 9 من زملائهم لا يزالون يصارعون الأمواج في عرض المياه الإقليمية الإسبانية، وقدما توضيحات إلى فرق الإنقاذ لتحديد مكان احتمال تواجدهم، لتقوم طائرة هليكوبتر بتمشيط المكان في الساعات المتأخرة من مساء أول أمس، لكن رداءة الأحوال الجوية وانخفاض درجة الرؤية حالا دون أداء المنقذين لعملهم على أتم وجه، والذين قاموا موازاة ع ذلك بإبلاغ حرس السواحل بمدينة وهران، وكثفوا دورياتهم أمس كذلك. وجندت السلطات الإسبانية في عملية البحث طائرة صغيرة إضافة إلى طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الفرنسي وعددا من القوارب، في حين تؤكد مصادر إسبانية أن احتمال العثور على الحراقة أحياء يتضاءل نظرا لطول المدة التي قضوها في البحر موازاة مع الظروف السيئة التي تميز الإقليم في هذه الأيام، وكذا جثة الجزائري المنتشلة التي كشف عن حجم الكارثة. وأوقفت الوحدات الأمنية الإسبانية قبل ثلاثة أيام 16 جزائريا تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا، حسب ما أفاده مركز تنسيق الطوارئ التابع لمقاطعة "مُرسية"، حيث تم رصد 12 حراقا من المجموعة على الساعة الحادية عشر صباحا بين منطقتي "كالبلانكي" و"كالا ريونا"، في حين وُجد اثنان آخران في منطقة "كروث روخا"، قبل أن يودعوا في مركز شرطة بمدينة "كارتاخينا". ويزداد البعد المأساوي لقضية الحراقة يوما بعد يوم، خاصة مع تزايد عدد الجثث المنتشلة من عرض البحر الأبيض المتوسط أو تلك التي تُفقد فلا يُعثر لها على أي أثر، في غياب سياسة فعلية تنتهجها الدولة للحد من هذه الظاهرة التي تكشف مدى الفشل السياسي والاجتماعي في الجزائر. مصطفى فرحات