قال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أمس بأنّ أحدا لن يعترف بالجزائر ما دامت ضعيفة أمنيا وسياسيا واقتصاديا، وذلك في معرض إجابته عن سؤال للشروق على خلفية التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسية التي أهان فيها الجزائريين في أرضهم. وأوضح عبادو خلال الجمعية العامة لانتخاب المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين بالعاصمة أن الرئيس الفرنسي بات ملزما بالاعتراف والاعتذار والتعويض بعد أن وصف الفترة الاستعمارية في خطابه أول أمس بالفظيعة والظالمة، إلا أن عبادو بدا "متحفظا على الردّ بصورة مباشرة على كوشنير وساركوزي، في خطابه الافتتاحي، دون أن يفوت الفرصة ليعلن دعم المنظمة للرئيس بوتفليقة في الترشح لعهدة ثالثة. تحفظات عبادو اتضحت أكثر عندما قال بأن للجزائر رئيسا وهو المخوّل بالرد "لا أدخل في هذه الأمور..فهناك رئيس جمهورية وهو الذي يقود الدولة ويعبر عن آرائها، أما أنا فأمثل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين" ورغم أن تصريحات الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته كانت موجهة للمجاهدين باعتبارهم الرجال الذين أخرجوا فرنسا من هنا بالقوة، إلا أن عبادو رفض أن يرد ولو باسم منظمة المجاهدين فقط. واكتفى عبادو بدعوة ساركوزي إلى الاعتراف بالجرائم الفرنسية في الجزائر حيث قال "أدعوه إلى أن يتحلى بالشجاعة ويعترف بالجرائم كما اعترف ديغول قبله بالحكومة الجزائرية المؤقتة"، وضرب مثالا بالاعترافات التي قدمتها إيطاليا لليبيا واعترافات الألمان لليهود ب"المحرقة"، ووجه كلامه لساركوزي- دون أن يذكره بالاسم- قائلا "بعض المسؤولين الفرنسيين يقول بأن علينا أن نبني المستقبل، وأنا أقول لهم علينا أن نبني المستقبل على أساس التاريخ"، وقد اتضح من خلال تجنبه ذكر أسمائهم وكأنه يثأر لزميله وزير المجاهدين من كوشنير عندما قال بأن لسانه يرفض أن يذكر اسم الشريف عباس. من جهة أخرى، رفض المتحدث مطالب الأقدام السوداء باستعادة ما يسمونه "أملاكهم" في الجزائر، وقال بأن تلك الأملاك اغتصبوها في ليل الاستعمار ولا حق لهم فيها "ليس لدينا ما نعطيه لهم، وهم المطالبون بتعويضنا عن كل ما اغتصبوه واستغلوه". م.هدنه