نسيم لكحل [email protected] يجتمع في مدينة لشبونة عشرات القادة والزعماء الأوروبيين مع نظرائهم الأفارقة وذلك بعد سبع سنوات "عجاف" مرت عن سنة 2000 التي شهدت القمة الأولى في القاهرة والتي قيل فيها الكثير ولكن لم يظهر من النتائج بعدها إلى القليل القليل، فإفريقيا سنة 2000 هي نفسها اليوم أو أكثر سوءا وأوروبا هي نفسها أو أكثر تطورا، فالهوة تتسع أكثر كلما مرت السنوات رغم الكلمات وأغلبها خطابات النفاق التي تقدم الوعود تلو الوعود دون أن يتحقق من هذا الوعود شيء يذكر على أرض الواقع. فالقارة الإفريقية التي كتب لها أن تبقى نموذج التخلف والفقر وكل مشاكل الدنيا، لا يمكنها أن تنتظر الكثير من مثل هذه الإجتماعات الرسمية، ما دام الطرف الأوروبي ما يزال ينظر إليها نظرة المصلحة أحادية الجانب التي تأخذ ولا تعطي، حتى ولو كانت الظروف تختلف هذه المرة لأن تحرك الأوروبيين باتجاه الجنوب لم يدفعه سواد عيون الأفارقة بل وراءه الخطر الزاحف من الشرق الذي أصبح يهدد المصالح الأوربية في كل مكان وحتى داخل أوربا نفسها.. إنه الخطر الصيني الذي يشكل عقدة حقيقية لدول اعتقدت أنها ستبقى تتحكم في مفاصل إفريقيا إلى الأبد. يقول المجتمعون في لشبونة أنهم سيبحثون سبل الشراكة الجديدة بين القارتين، والذي يسمع هذا الكلام لأول مرة يخيل له أن الأمر يتعلق بمشاريع إقتصادية ستدر ملايير الدولارات على دول المنطقة وتمنح ملايين مناصب الشغل الجديدة لشعوبها، لكن الذي يبحث في خلفيات هذا الإهتمام المتزايد بإفريقيا عند الأوربيين يجد أن الأمر غير ذلك تماما. الهجرة غير الشرعية والإرهاب هما أكبر مشكلتان تواجهان القارة الأوروبية في المنظور القريب والبعيد، الأمر الذي يجعل ساستهم يتحركون باتجاه الجنوب بحثا عن الأسباب وهم مدركون أن بلدانهم ستدفع الثمن أكثر كلما استفحلت الظاهرتين.. وإذا كان التخلف الذي كانت تتخبط فيه أغلب دول القارة الإفريقية يخدم مصلحة الأوروبيين ويحرك فيهم الأطماع وهو الذي جعلهم لسنوات طويلة يتمنون أن تبقى دار لقمان على حالها لتبقى القارة السمراء مجرد مناطق نفوذها تتقاسمها الدول الغربية وتسيطر عليها سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا.. فاليوم بعد مرور السنوات يطرح السؤال بقوة : هل مازالت خطط الشمال تؤمن بهذه النظرية وأوروبا لم تعد في مأمن؟!، وهل يجيبنا السادة المجتمعون في لشبونة عن هذا السؤال أم علينا انتظار العام 2010 تاريخ عقد القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة لنعرف ماذا يريده الأوربيون بالضبط من القارة الإفريقية.. هل يريدون إفريقيا الشريك كامل الحقوق أم إفريقيا البقرة الحلوب؟!