نسيم لكحل [email protected] على كل حال ليس جديدا هذا الحصار الصهيوني على قطاع غزة، مادام أن الأراضي الفلسطينة كلها تحت الحصار، ومادام أن الأراضي العربية كلها تحت الحصار، ومادام العالم الإسلامي محاصر من طنجة إلى جاكرتا، ليس جديدا قطع الضوء وإيقاف الوقود وسقوط مزيد من الشهداء في قطاع غزة مادام منطق الإحتلال والخيانة هو السائد منذ عشرات السنين بأرض الإسراء والمعراج.. ولكن السؤال المطروح هل حوصرت غزة من طرف العدو المحتل أم من العرب والمسلمين الذي تركوا القضية الفلسطينة لغير أهلها، وهل يحق لأي عربي أن يرفع رأسه من الأرض مادام أن القضية الفلسطينية تحولت من قضية عربية وإسلامية إلى قضية صهيونية أمريكية، وما هي حجة الدول العربية التي شاركت في مؤتمر أنابوليس المشؤوم الذي بدأت نتائجه تظهر وتطفو إلى السطح، وأين هو السلام الذي هرولوا لأجله أو زعموا ذلك. لقد نجح الرئيس الأمريكي جورج بوش في كسب عدة أوراق خضراء من بعض الزعماء العرب تسمح له بأن يأخذ على عاتقه قضية الصراع العربي الإسرائيلي فيديرها كيفما يشاء، ولصالح أصدقائه اليهود طبعا حتى ولو حاول الظهور بمظهر الرجل الذي ستقوم به الدولة الفلسطينية المنشودة، وما الفائدة من دولة فلسطينية لا يراد منها سوى أن تكون سجنا كبيرا لنشطاء المقاومة والمجاهدين، ودولة في شكل منطقة محرمة يراد منها ضمان الحماية للدولة "الصهيونية" ليس إلا.. لقد فضحت زيارة بوش الأخيرة للمنطقة كل شيء، وأثبتت للجاهل قبل العاقل أن هذا الشخص تحديدا وإدارته لا يمكن لهما أن يعول عليهما في إيجاد حل للمعضلة الفلسطينية في ظل انحيازه المفضوح للطرح الصهيوني والأكثر من ذلك مؤامرته المكشوفة ضد الشعب الفلسطيني الصامد.. وبعد الذي حدث ويحدث وسوف يحدث مستقبلا، هل بقي من وجه تقابل به بعض الأنظمة العربية شعوبها وخاصة تلك الأنظمة التي هللت لمؤتمر أنابوليس المشؤوم، الذي أعطى الضوء الأخضر لإبادة الأحرار في قطاع غزة.. لقد عرفنا الآن جيدا من يحاصر غزة ومن يحاصر فلسطين.. الحصار الذي يضر أكثر مما يضر قطع الكهرباء ووقف التزويد بالوقود، لأن هذا لا يمثل شيئا عندما تموت القضية في القلوب (!)...