نسيم لكحل Nassim219@yahoo.fr زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش "الصغير" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة المقررة يوم الخميس، تحمل أكثر من دلالة بالنسبة للقضية الفلسطينية التي توجد في أصعب وأتعس مراحلها، ومن المذل حقا أن زيارة من هذا النوع تكشف كيف تحولت القضية الفلسطينة من قضية العالم العربي والإسلامي الأولى إلى قضية للعالم الصهيو أمريكي.. فقد نجحت أمريكا والكيان الصهيوني في قتل القضية الفلسطينية في قلوب كثير من الزعماء والحكام العرب على الأقل، الذين تبنى كثير منهم الحلول الأمريكية لهذه القضية العادلة بدليل تلك المشاركة المشؤومة في مؤتمر أنابوليس الذي يزعم البحث عن السلام، وهو في الحقيقة لا يبحث إلا عن سبيل جديد للاستيطان ولغرس الكيان الصهيوني في أعماق الأراضي الفلسطينية لتسهيل انتشاره فيما بعد إلى بقية الأراضي العربية تجسيدا لمخطط دولة "إسرائيل" الكبرى. ومن قبيل العار الذي نعيشه هذه الأيام هو أن بعضا من حكام العرب مهتمون بزيارة الرئيس الأمريكي "التاريخية" إلى المنطقة أكثر من اهتمامهم بالقضية الفلسطينية في حد ذاتها، فماذا يرد بوش من منطقة يسميها "الشرق الأوسط" نجح في جعلها أكبر منطقة متوترة في العالم، هل يريد أن يقلل من حدة هذا التوتر أم أنه على العكس تماما من ذلك يبحث عن وسائل وخطط جديدة لتوسيع دائرة التوتر، وهي الحالة الطبيعية الوحيدة التي يمكنه في ظلها أن يحقق أهدافه الإستراتيجية، وهي في النهاية ترسيم حدود إسرائيل كدولة قائمة بذاتها في المنطقة، والله أعلم من أين ستبدأ وإلى أين ستنتهي هذه الحدود، والخوف كل الخوف أن تكون دولة لا منتهية الحدود قد تزحف على عدة أراضي من دول الجوار. ومن قبيل العار كذلك أن الرئيس الأمريكي بوش سيستقبل بالورود في المنطقة، وهو الذي عادة ما تستقبله الشعوب المتحررة بالإحتجاجات والشعارات الناقمة منه ومن سياسته في كثير من الدول التي يقرر زيارتها، وقد سبق أن تظاهرت ضده واحتجت عليه شعوب غير عربية بسبب ما يفعله في المنطقة العربية والإسلامية، لكنه فيما يبدو ستكون زيارته إلى بلاد العرب والمسلمين واحدة من أنجح الزيارات على الإطلاق، ومن غير المستبعد تماما أن يهنئه الحكام العرب على دوره الكبير في "تحرير العراق" ومساعدته في ضرب "الإرهابي حزب الله" في لبنان، وعلى تقليمه لأظافر المارد السوري وعلى القواعد العسكرية التي ينشرها هناك، وعلى أخرى تصنف في خانة "الجرائم" الأمريكية في المنطقة.. لا يمكن أن نستبعد كل هذا مادمنا نعيش أيام الهوان العربي.. وإن غدا لناظره لقريب.