أحيت ولاية ورقلة الخميس الذكرى الثانية والخمسين لمظاهرات 13 مارس 1962 التاريخية التي قام بها سكان بلدية المنقر (دائرة الطيبات) تنديدا بالمؤامرة الإستعمارية التي كانت ترمي إلى فصل الصحراء عن باقي التراب الوطني. وتميزت الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى التاريخية بتنظيم وقفة ترحم شاركت فيها السلطات الولائية وجموع من المجاهدين وأبناء الشهداء والمواطنين بمقبرة الشهداء ببلدية المنقر حيث رفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء و قرئت فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الزكية. وبنفس المناسبة قدمت محاضرة بمقر بلدية الطيبات حول هذه المظاهرات الشعبية وتم تنظيم سلسلة من الأنشطة الرياضية والثقافية التي كانت من بينها أوبيرت بعنوان " رسالة الشهداء" أداها تلاميذ متوسطة حمزة بن عبد المطلب لبلدية الزاوية العابدية. كما تم تكريم المجاهد غندير العايش و تسليم مجموعة من المراجع لمكتبة الطيبات بالإضافة إلى توزيع مجموعة من الكراسي المتحركة لفائدة عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة بهذه المنطقة. الجدير بالذكر أن مظاهرات 13 مارس 1962 بالمنقر تعد آخر حلقة من سلسلة المظاهرات الشعبية العارمة التي عمت عدة مناطق بولاية ورقلة سنة 1962 والتي عبر فيها سكان المنطقة عن رفضهم القاطع للأطروحة الاستعمارية التي كانت تستهدف وحدة الشعب الجزائري من خلال فصل الصحراء عن باقي مناطق الوطن وذلك على غرار مظاهرات 27 فبراير 1962 التي قام بها سكان ورقلة والمظاهرات الشعبية التي حدثت بمدينة تقرت يوم 7 مارس من نفس السنة. وقد انطلقت مظاهرات المنقر من وسط القرية بحي السوق القديم صوب زاوية الشيخ علي بن الصديق التي تعد مركزا روحيا لأغلبية سكان المنطقة ولعبت دورا كبيرا في دعم وحماية مجاهدي الثورة التحريرية المجيدة. وشاركت في هذه المظاهرات الشعبية حسب شهادات مجاهدين عايشوا هذا الحدث التاريخي أعداد كبيرة من المواطنين من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار والذين تعالت أصواتهم المنادية برفض دسائس الاستعمار والتأكيد على أن الصحراء الجزائرية جزء لا يتجزأ من وحدة التراب الوطني. ولم تجد سلطات الاستعمار الفرنسي حينها من وسيلة للتصدي لتلك المظاهرات الشعبية العارمة سوى تجنيد عدد كبير من قواتها التي كانت مدججة بمختلف أنواع الأسلحة التي تدخلت بعنف لقمع المتظاهرين مما أدى إلى سقوط 11 شهيدا وأعداد من الجرحى .واعتقل مواطون نقلوا آنذاك إلى مركز التعذيب الذي كان جيش الاحتلال الفرنسي قد أقامه بمدينة تقرت.