هل هي آجالهم التي لم تكن في الموعد أم تلك مشيئة الله التي تصدت لنية مجرمة اختارت أن يكون 11 من شهر سبتمبر "يوما إرهابيا" تشوى فيه الأكباد ويسقط فيه مزيد من الضحايا، وإلا كيف يفسر أن تصاب حافلة نقل الطلبة بعطب على بعد أمتار مكان الانفجار لينزل الطلبة كلهم ويتحولون إلى حافلة أخرى كانت على بعد مئات الأمتار.. فقد أكد مراقب من شركة "طحكوت" لنقل الطلبة، قابلناه بمستشفى بن عكنون أن الحافلة التي أصيبت في الانفجار الانتحاري بالقرب من مقر المجلس الدستوري كانت خالية من الطلبة، بعد مغادرة كل ركابها بما فيهم السائق، بسبب إصابتها بعطب ميكانيكي وقت قليل قبل الحادث، وقد انتقل كل الطلبة المتوجهين من بن عكنون إلى بوزريعة إلى حافلة أخرى كانت على بُعد مئات الأمتار. الحادثة تشبه الخيال بالنظر إلى قرب الحافلة المعطلة من مكان الانفجار، حيث لم تكن تفصلها إلا عشرات الأمتار عن الكارثة، وكنا نظن أن الطالبة الجامعية التي كانت راقدة تحت العناية الطبية على أحد أسرة مستشفى بن عكنون، والتي أطلعتنا على الخبر، إنما كانت تروي قصة لشخص أراد أن يخفي عنها حقيقة الكارثة، خاصة وأننا رأينا ساعة بعد الانفجار مكان تواجد حافلة نقل الطلبة، وأن الطالبة تلك نقلت إلى المستشفى بعد إصابتها بصدمة نفسية. لكن مسؤول من شركة نقل الطلبة أكد لنا في مستشفى بن عكنون أن الحافلة فعلا كانت معطلة وأن الشركة فقدت أحد السائقين يبلغ من العمر 53 سنة، رب عائلة لم يكن سائق الحافلة المعطلة إنما كان السائق الذي جاء لإسعاف الحافلة المعطوبة، جاء به أجله ليموت في انفجار أثناء تأدية مهامه. ولو كانت الحافلة المعنية مليئة بالطلبة لكانت الكارثة من حجم آخر. غنية قمراوي