تفاعل التلفزيون الجزائري لأول مرة مع حدث كبير بحجم التفجيرات التي استهدفت أمس موقعين مهمين بالعاصمة، حيث أمكن مشاهدة أولى الصور عن التفجير على شاشة التلفزيون عبر قنواته الثلاث: الأرضية و"الجزائرية الثالثة" و"كنال ألجيري" بحكم تواجد كاميراته بعين المكان لتغطية نشاط لوزارة العدل. وقامت مديرية البث بإرسال نشرات إخبارية على رأس الساعة، كما قامت لأول مرة بإدراج حصة مباشرة على الساعة الخامسة مساء لمناقشة تداعيات الحدث الإرهابي، وهو سلوك مهني كثيرا ما انتظره الجزائريون، وفي حادثة التفجير لنهار أمس دخل التلفزيون الجزائري "ولو باحتشام" في حلبة المنافسة مع قناتي "الجزيرة" و"العربية" الفضائيتين في نقل تداعيات التفجيرين الإرهابيين. وحسب مصدر مسؤول بالتلفزيون الحكومي متحدثا ل"الشروق اليومي" بشأن هذه النقلة النوعية في تغطية الأحداث المهمة، فإن "ما قام به التلفزيون هو من صميم عمله خصوصا بعدما اكتسب خبرة في تغطية مثل هذه الأحداث مقارنة بالتفجير الذي استهدف قصر الحكومة في أفريل الماضي". وكان التلفزيون الحكومي قد تلقى انتقادات شديدة عندما "غض الطرف" عن التفجيرات التي استهدفت قصر الحكومة في شهر أفريل الماضي، كما لم يكن في المستوى المنتظر في حادثة استهداف الرئيس بوتفليقة بباتنة شهر سبتمبر الماضي، لولا طلب الرئيس بوتفليقة أن يتدخل شخصيا على المباشر لتوجيه "رسالة" إلى الشعب الجزائري. وبرأي المحللين، فإن توجه مؤسسة التلفزيون لتحويل القناة الأرضية إلى محطة إخبارية تدريجيا يكون قد دفع المسؤولين إلى الشروع في "انفتاح" تدريجي على الحدث الوطني، بما فيه الأحداث الكبيرة. رمضان بلعمري