تبنى مايسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا الهجومين الانتحاريين اللذين وقعا الثلاثاء بالعاصمة الجزائر وخلفا عشرات القتلى والجرحى. ففي بيان وقعته اللجنة الإعلامية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نشر أمس على الموقع الالكتروني للتنظيم الذي يقوده عبد المالك درودكال المدعو (أبو مصعب عبد الودود ) مرفوقا بصور الانتحاريين ، أعلن مسئوليته عن التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا مقر المجلس الدستوري ببن عكنون ومبنى المفوضية السامية للاجئين بحيدرة بالعاصمة الجزائر، حيث أسفر التفجيران الإرهابيان عن مصرع 31 قتيلا و177 جريحا حسب الحصيلة الأخيرة لوزارة الداخلية، في حين أشارت مصادر طبية إلى أن عدد الضحايا يفوق 60 شخصا. وأكد بيان التنظيم الإرهابي أن العمليتين انتحاريتين حيث استهدف المدعو "أبو عثمان" الذي كان يقود شاحنة مملوءة بما لا يقل عن 800 كلغ من المتفجرات المقر الرئيس لمفوضية السامية للاجئين التابعة لمنظمة الأممالمتحدة والمتواجد مقرها بحيدرة ، وقام " أبو عثمان" الذي يظهر في الصور التي نشرها التنظيم في موقعه على شبكة الأنترنيت أنه شيخ متقدم في السن، قام بتفجير الشاحنة في تمام الساعة التاسعة صباحا ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات وكذا إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمبنى. أما المدعو "عبد الرحمن أبو عبد الناصر العاصمي" يضيف بيان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فقاد شاحنة مملوءة بما لايقل عن 800 كلغ من المتفجرات باتجاه مقر المجلس الدستوري ببن عكنون ، وفجرها مخلفا قتلى وجرحى والعديد من الخسائر المادية، وتظهر صورة الانتحاري " أبو عبد الناصر العاصمي" أنه يتعدى الثلاثين سنة. و تندرج هذه العمليتين اللتين قادهما المدعو حذيفة أبي يونس العاصمي أمير منطقة الوسط حاليا- حسب بيان التنظيم- في إطار سلسلة العمليات الانتحارية التي تبناها التنظيم الإرهابي منذ انضمامه إلى تنظيم القاعدة. و قال البيان " العمليات جاءت لتنسف أسطورة القضاء على النواة الصلبة للتنظيم"، وهو ما يؤكد أن العمليتين الاستعراضيتين جاءت لتحاول التأكيد على بقاء التنظيم في حالة نشاط مستمر رغم الضربات الموجعة الموجهة ضده من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي في أعالي جبال تيزي وزو وبومرداس من خلال سلسلة العمليات الواسعة والحصار المفروض على قيادات إرهابية تنتمي إلى ذات التنظيم. وحمل البيان اعتراف التنظيم بأن العمليتين جاءت للرد على مقتل العديد من رؤوس التنظيم في الجزائر على يد قوات الأمن " جاءت العمليتين كثأرٍ لدماء إخواننا أبي يحيى و سفيان أبي حيدرة الأمير السابق لمنطقة الوسط و علي أبي الدحداح و غيرهم". كما اهتز بيت التنظيم أيضا في الأونة الأخيرة بمقتل يحيى أبو الهيثم المكلف بالمالية و العلاقات الخارجية و التنسيق و سفيان فصيلة أمير المنطقة الثانية . يشار الى أن القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قد تبنت في وقت سابق سلسلة من التفجيرات الانتحارية التي شهدتها الجزائر منذ 13 فيفري الماضي، حيث استهدفت مراكز للشرطة بمنطقة بومرداس وتيزي اوزو شرقي العاصمة بواسطة سيارات مفخخة وخلفت سبعة قتلى و11 جريحا. وتلت هذه العملية تفجيرات انتحارية ضخمة استهدفت قصر الحكومة ومركزا للشرطة في باب الزوار في الناحية الشرقية للعاصمة وخلفت 33 قتيلا و222 جريحا، اضافة الى عملية انتحارية استهدفت في 11 جويلية الماضي ثكنة عسكرية في منطقة الأخضرية بولاية البويرة شرقي العاصمة وأدت الى مقتل 10 اشخاص وجرح 35 آخرين. خير الدين بن زعرور ( الشروق أون لاين)