صورة الانتحاريين اللذين نفذا هجوم برج الكيفان تبنى تنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، بعد مرور حوالي أسبوعين من تنفيذها، في بيان موقع في 12 جوان الماضي، ونشر أمس، في مواقع قريبة من المواقع الجهادية لتنظيم "القاعدة" وأرفقه بصورتي الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما بواسطة حزام ناسف. * وسبق ل "الشروق اليومي" أن انفردت بالكشف عن هوية انتحاري ثكنة الحرس الجمهوري ببرج الكيفان، وهو من المجندين الجدد التحق بصفوف ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" نهاية سنة 2006، اسمه بن حالة حمزة وقدمه البيان باسم أبو بصير العاصمي، وهو غير مسبوق في قضايا إرهاب، فيما ينتمي رفيقه إلى الجيل القديم للإرهابيين، وهو حسب ما توفر ل "الشروق اليومي" المدعو "ت.محمد" من مواليد 1969 بخميس الخشنة بولاية بومرداس المكنى ابراهيم الأدهم كان ينشط في صفوف "الجيا" ثم الجماعة السلفية تحت إمرة حسان حطاب. * ولم تخرج اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي عن "تقاليدها" السابقة، وأشارت إلى أن التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الحرس الجمهوري ببرج الكيفان "كان انتقاما للمدعو عبد الرحمن الثلاثي"، كما ورد في البيان وهو المدعو عبد الرحمن بوزقزة، المكنى عبد الرحمن التلاني، أمير كتيبة الفاروق، التي تعد من أهم كتائب تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتم القضاء عليه. وأشار البيان إلى وجود انتحاريين، لكنه - كما في المرات السابقة - حاول تبرير استهداف المقهى الذي يقع بقرب الثكنة لتمكين الانتحاري الثاني من التسلل إلى مدخل الثكنة العسكرية بالقول إنه تم التأكد من عدم ارتياده من طرف المدنيين (...). * وفي رد ضمني على ما رافق من تعليق على العملية الفاشلة، حاولت اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي التأكيد على أنه تم استهداف المكان بعد التخطيط لمدة 4 أشهر واستغلال بعض الثغرات، وقال إن الانتحاري بن حالة حمزة وصل البوابة الرئيسية، عكس ما أثبتته التحقيقات الأمنية وشهادات متطابقة في عين المكان، كما تحدث البيان عن الاعتداءات التي استهدفت دورية للجيش برأس جنات، والمهندس الفرنسي وسائقه الجزائري ببني عمران. * وعكس ما أكده المسؤولون الفرنسيون حاولت اللجنة الإعلامية التأكيد على نجاح عمليتها بالإدعاء أنه تم توقيف أشغال المشروع، وانخرطت في الدعاية الإعلامية بتضخيم الخسائر وعدد الضحايا ورافعت ضمنيا عن وكالة الأنباء الفرنسية، ولم تشر إلى وكالة رويترز التي كانت قد نشرت خبر تفجير قنبلة أوقعت، حسبها، 20 قتيلا، ولم يشر البيان إلى خلفية "التأخر" في تبني الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، وختم بتهديدات تقليدية، لكنه عكس البيانات التي رافقت العمليات الانتحارية الأخيرة لم تتم الإشارة إلى وجود انتحاريين "مستعدين للقيام باعتداءات انتحارية"، ما يؤكد نقص القناعة وصعوبة تنفيذ العمليات الانتحارية، خاصة بالسيارات المفخخة.