دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى القيام بزيارة إلى فرنسا السنة المقبلة، ردا على زيارة الدولة، التي قام بها للجزائر مطلع الشهر الجاري. وبالمقابل كشف ساركوزي عن زيارة سيؤديها الوزير الأول الفرنسي فرانسوا فييون العام الداخل للجزائر، إلى جانب عدد من الوزراء في حكومته، من أجل "الحفاظ على الدفع الذي أعطي للعلاقات القائمة بين بلدينا". وأوضح ساركوزي في رسالة بعث بها للرئيس بوتفليقة مساء أول أمس الأحد، عبر فيها عن شكره على "حفاوة الاستقبال" التي حظي بها خلال زيارته الأخيرة للجزائر، أن الوزير الأول فرانسوا فييون سيكون مرفوقا بكل من وزير البيئة والتهيئة المستدامة جان لوي بورلو، ووزير الهجرة والهوية الفرنسية بريس هورتوفو، ووزير الداخلية ميشال أليو ماري، وميشال بارنيي. وعبر ساركوزي في الوقت ذاته، عن استعداد باريس لاستقبال وزراء جزائريين، خص منهم بالذكر وزير المالية كريم جودي، قائلا إن وزيرته للاقتصاد كريستين لاغارد في انتظاره. ساركوزي، حث في هذه الرسالة الطرف الجزائري على العمل من أجل تجسيد التقدم الحاصل على مستوى التقارب المسجل بين باريس والجزائر في الآونة الأخيرة، وقال "لقد بنينا خلال هذه الزيارة ما يخدم مصلحة بلدينا ومواطنينا، لكن يبقى أمامنا عمل كبير لابد القيام به، من هذا الجانب أو ذاك، فيما يخص المسائل التي لاتزال تفصل بيننا". وشرح ساركوزي ما يراهن عليه من أجل دفع العلاقات الثنائية، التي بشأنها إنها "يجب أن تستند من الآن فصاعدا على عنصرين مهيكلين، هي اتفاقية الشراكة، وهي وثيقة فريدة من نوعها، والتي تصحبها مشاريع ملموسة، إضافة إلى الشراكة الطاقوية بشقيها النووي والغازي". وأردف الرئيس ساركوزي قائلا "لقد تم أيضا التوقيع أو الإعلان عن عقود مهمة خلال زيارتي، والتي من شأنها أن تسمح لمؤسساتنا بالمشاركة في برنامجكم الواسع المتعلق بالهياكل القاعدية، وكذا الإستجابة لتطلعاتكم في مجال نقل التكنولوجيا والتكوين"، مشيرا إلى أن "الأمر لا يتعلق فقط بمجرد عقود تجارية، بحيث تم أيضا الإعلان عن مشاريع استثمارية هامة". وكشف الرئيس الفرنسي عن بعث مشاريع جديدة في الأسابيع المقبلة، خص منها بالذكر "اتفاق التعاون العسكري والبرتوكول المتعلق بالإستثمارات"، مضيفا بأنه "فيما يخص المسائل المتعلقة بتنقل الأشخاص وشروط إقامة الجزائريين بفرنسا والفرنسيين بالجزائر، فقد طلبت أن تتم إفادتكم باقتراحات في أقرب الآجال". واستغل الرئيس الفرنسي حالة العلاقات الجزائرية الفرنسية هذه الأيام ليغازل الرئيس بوتفليقة بشأن مشروع الإتحاد المتوسطي وعدد من انشغالات الحكومة الفرنسية، حيث قال "إنني على يقين بأنني أستطيع الإعتماد على دعمكم لوضع الإتحاد المتوسطي على السكة. ويمكن أن يكون بلدانا بمثابة محركين لمشاريع بارزة لاسيما في مجال البيئة. كما أنني على وعي بالاهتمام الذي تولونه للملفات الإنسانية". محمد مسلم