توقع الجمع الغفير الذي حضر أمسية أول أمس إلى المكتبة الوطنية من المجاهدين و الباحثين ان تسفر الندوة التكريمية التي عقدت بمناسبة مرور الذكرى الخمسين لرحيل البطل الثوري عبان رمضان عن أمور و شهادات جديدة في مسار الرجل الرمز. غير ان المناسبة التكريمية مرت عادية جدا رغم ان الملصقة التي وزعت على الإعلاميين اعترفت صراحة ان "عبان رمضان اغتيل في 27 ديسمبر 1957 بالمغرب الأقصى " غير ان لا احد من الحضور تجرا على طرح المسالة و ملابسات القضية التي ما تزال احد طابوهات الثورة التحريرية حيث اقتصر الدين تعاقبوا على منصة المكتبة الوطنية على التذكير بخصال الشهيد و شجاعته و جرأته السياسية التي جعلته يفتح أبواب الجبهة لكل الفرقاء السياسيين بما في ذلك أعضاء الحزب الشيوعي ووحده استطاع ان يجعل منهم منقادين لنضال بعدما تعودوا هم عن القيادة و دخل معهم في مناقشات عدة و استطاع يقول احد المحاضرين ان يدخل النخبة لرحاب الثورة و يجعل منها رأس القيادة الثورية التي حررت البلاد و أضاف محاميه الذي تولى الدفاع عنه في السجن الأستاذ عمارة بن تومي قائلا ان عبان كلن يتصف بشخصية قوية و فذة تحملت الكثير من التعذيب دون ان يفشي شيئا من أسرار الثورة " في الوقت الذي كان فيه العديد من الثوريين الذين تولو بعد الاستقلال قيادة البلاد لا يستعطون الصمود أما إبرة واحدة " كما ذكر العديد من المتحدثين بصبر الرجل في مواجهة الصعاب في لم شمل كافة الشرائح الاجتماعية و الأطياف السياسية في صفوف الحركة الوطنية حول مؤتمر الصومام الذي شكل نقطة تحول في مسار الثورة . المناسبة كانت أيضا فرصة أمام الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو ليجدد في كلمته بالمناسبة تمسك الأسرة الثورية بمطلب الاعتذار الفرنسي للشعب الجزائري وتقديم تعويضات لأبناء الشعب لان ما تعانيه البلاد اليوم هو جزء من هذا الماضي الاستعماري الذي يقتضي اليوم من فرنسا ان تعترف "صراحة بجرائمها " خلال 180سنة من الاحتلال كشرط لفتح صفحة أخرى من التعاون بين البلدين وفق ما تقتضيه تحولات الساحة الدولية . وقد تم تكريم أسرة الشهيد بوسام المنظمة الوطنية للمجاهدين الذي تسلمه احد أقاربه في غياب أرملة الشهيد التي سبق ان اتهمت العام الماضي القائد بوصوف بتدبير اغتيال زوجها .و لإشارة فان الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لرحيل عبان رمضان تستمر عبر ولاية تيزي وزو بعرض فيلم و محاضرات و تنظيم خرجات ميدانية بقرية الشهيد . زهية منصر