دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور الشيخ بوعمران، أول أمس من مدينة باتنة، إلى ''ضرورة التعريف برموزنا الوطنية و إدراجها في الكتب المدرسية من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية وجعلها محط اعتزاز ومفخرة كما تفعل الأمم المتقدمة''. وقال الدكتور بوعمران -على هامش إحياء الذكرى ال12 لوفاة المجاهد الرمز أعبيدي محمد الطاهر المدعو الحاج لخضر- أنه ''من الواجب علينا الانتقال من التكريم الرسمي إلى التكريم الفعلي لهذه الشخصيات الفذة وتعريف الأجيال الصاعدة بها، من خلال تأليف الكتب وتنظيم الملتقيات حولها من أجل بناء الوطن والحفاظ على مقوماته وعلى شباب اليوم الاقتداء بهذه الرموز خدمة للدين والوطن''. وتضمنت الإحتفالية التي نظمتها جمعية ''العقيد الحاج لخضر لبطولات ثورة نوفمبر ''54 بالتنسيق مع كلية العلوم الإجتماعية والعلوم الإسلامية تقديم مداخلات حول المجاهد الراحل الحاج لخضر من طرف أساتذة جامعيين وباحثين في التاريخ إلى جانب شهادات بعض مجاهدي المنطقة الذين عايشوا هذا البطل الرمز إبان الثورة التحريرية وكذا بعد الاستقلال من بينهم الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين والرائد عمار ملاح. وكان من بين المتدخلين رئيس جامعة باتنة التي أصبحت تحمل اسم العقيد الحاج لخضر بعد رحيل هذا الرجل الفذ الذي تفرغ بعد الاستقلال إلى الأعمال الخيرية بباتنة وعمل جاهدا من أجل نشأة جامعة بهذه الولاية وافتتاحها في سنة .1977 وكان للرجل الفضل الكبير في نشأة المجمع الإسلامي الضخم بمدينة باتنة والمتكون من معهد العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية وكذا مسجد ''أول نوفمبر'' الذي ساهم في إنجازه بأمواله الخاصة ورعى مشروعه إلى غاية وفاته في 23 فيفري 1998 إثر نوبة قلبية بمدينة باتنة كما تدين له الولاية بالعديد من المشاريع الضخمة التي استفادت منها ومن بينها مطار مصطفى بن بولعيد الدولي. وأثنى الحاضرون على خصال هذا المجاهد الذي ولد في سنة 1916 بقرية أولاد شليح بباتنة وسط أسرة فقيرة لكن متشبعة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وحب الوطن، مؤكدين على شجاعته النادرة وصدقه وصبره في تحمل الشدائد وتواضعه الشديد وانصرافه بعد الاستقلال إلى الأعمال الخيرية ومجالس الصلح وحضوره للملتقيات والندوات التاريخية للتواصل مع الشباب مما جعله بحق رمزا من رموز المنطقة والوطن ككل.