غادر ستة عشر ربانا، يعملون كمرشدين بحارة لناقلات الغاز، الجزائر بصفة نهائية نحو وجهة الإمارات العربية المتحدة وقطر، كما يستعد ستة آخرون لإتمام آخر اللمسات على عقود انتقالهم في القريب المنظور، ويحدث هذا في الوقت الذي لم يتوقف بعد النزيف الحاد الذي تشهده الخطوط الجوية الجزائرية. وعلمت الشروق اليومي من مصادر متطابقة أن متعاملا جزائريا يقيم حاليا بدولة الإمارات هو "الوسيط" الذي دل الشركات البحرية الخليجية على خبرة هؤلاء البحارة الذين يعرفون باسم "بيلوت ماريتيم"، كما يكون الوسيط قد أخبرهم بالأوضاع غير المريحة لهذه الفئة، الأمر الذي سهل على الخليجيين اللعب على وتر الأجر المرتفع وظروف العمل المساعدة. وحسب معلومات الشروق اليومي، فإن الشركات الإماراتية والقطرية اقترحت أجورا شهرية تترواح بين 3000 و5000 أورو للربان الواحد، وهو ما يعادل 50 مليون سنتيم، واقترحت هذه الشركات عليهم العمل لمدة 28 يوما مقابل 60 يوما للراحة، دون الحديث عن دفع تكاليف تذكرة السفر ذهابا وإيابا للجزائر، وبعض المصاريف الأخرى. وأكد مسؤولون نقابيون من جهتهم هذه المعلومات، وقالوا في حديث خاص ل"الشروق اليومي" أن ميناء أرزيو الذي يتميز بنشاط متميز في مجال تسيير ناقلات الغاز التابعة للشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك"، قد خسر بالفعل 12 ربانا من المرشدين البحريين "بيلوت ماريتيم" المتخصصين في توجيه ناقلات الغاز داخل المرفأ المينائي، والذين يمتلكون دراية كافية بالمواقع التحتية لأعماق الميناء وفق الدراسات الطبوغرافية، حيث يقوم هؤلاء بعملية الإرشاد من عرض البحر لغاية الرسو النهائي على مرفأ الميناء لمختلف الباخرات القادمة وعلى رأسها ناقلات الغاز، ويجري حاليا 6 ربابنة الاتصالات مع الشركات المستقطبة، وتقول مصادر من محيط هؤلاء أن "القضية قضية وقت فقط كي يلتحق هؤلاء بباقي المغادرين". وفقد من جهته ميناء بجاية هو الآخر ثلاثة ربابنة من المرشدين البحريين إلى جانب ميكانيكي رئيسي، وقال مسؤول بذات الميناء متحدثا ل "الشروق اليومي" أن الهجرة مست كفاءات الميناء في الشهور الأخيرة فقط، مما يعني أن الظاهرة جديدة وهي تستفحل ببدء في أوساط المرشدين البحريين، وأبدى المسؤول تخوفه من تفاقم الظاهرة، التي ستؤثر سلبا على السير الحسن للنشاط المينائي. وفي سياق متصل، أفاد مسؤول عن عملية التكوين لفائدة هؤلاء المرشدين البحريين أن مؤهلات القبول تتطلب مستوى تعليميا للحائزين على شهادة البكالوريا، مع إجراء تربص وتكوين لمدة خمس سنوات كاملة قبل الخوض في النشاط بشكل رسمي على متن ناقلات الغاز. بلقاسم عجاج