تحضر الجزائروالإمارات العربية المتحدة لعقد اجتماع لتحديث الاتفاقية المبرمة بين البلدين في مجال النقل الجوي قصد عصرنته وتكييفه مع التحولات الجديدة التي يمليها العصر، كما يركز البلدان على الاهتمام بتبادل الخبرات في مجالات تقديم الدعم التقني والفني في قطاع الطيران المدني. بحثت مديرية الطيران المدني بوزارة النقل بحر هذا الأسبوع مع الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات العربية المتحدة سبل تطوير علاقات التعاون بين البلدين في مجالات النقل المدني الجوي، من اجل مواكبة النمو المتسارع للقطاع الذي أملته التحولات التي يعرفها العالم حاليا. وهو ما سيتم التطرق إليه خلال موعد تجديد الاتفاقية الخاصة بهذا المجال خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية. وتنوي الجزائروالإمارات العربية المتحدة حاليا تعزيز رحلاتهما الجوية بالنظر إلى الطلب الكبير للزبائن الذين يتنقلون بين البلدين لأغراض تجارية في أغلب الحالات، حيث كان من المتوقع فتح خطين مباشرين بين الجزائروالإمارات على أساس أن تضمن شركة طيران الاتحاد الرحلات الجوية المباشرة من أبوظبي عاصمة الإمارات باتجاه الجزائر، في حين تضمن شركة طيران الإمارات الرحلات المبرمجة من دبي نحو الجزائر، غير أن هذا المشروع الذي تم الاتفاق عليه السنة الماضية عرف تأخرا ولم يتجسد بعد. وتوجد حاليا ثلاث رحلات جوية مباشر ة بين البلدين في الأسبوع'' يومي الثلاثاء والخميس'' تضمنها شركة الخطوط الجوية الجزائرية. كما تضمن الخطوط الجوية القطرية رحلات أخرى غير مباشرة عن طريق التوقف في الدوحة عاصمة قطر بالإضافة إلى رحلات أخرى عن طريق تونس وتركيا. وقد تم تقليص الرحلات التي تضمنها الخطوط الجوية الجزائرية من أربع رحلات إلى ثلاث رحلات في الأسبوع في الأشهر الأخيرة بسبب تراجع حركة المسافرين في الآونة الأخيرة، وهو السبب الذي أرجعه البعض إلى الأزمة المالية لدبي التي انعكست على الحركة التجارية اذا علمنا أن البلدين يعرفان حركة تجارية جيدة في السنوات الأخيرة. وقد تم تخفيض سعر تذكرة الرحلة الجوية من الجزائر إلى الإمارات العربية المتحدة من 57 ألف دينار إلى 47 ألف دينار في المدة الأخيرة التي عرفت فيها الرحلات الجوية ركودا مقارنة بما كانت عليه من قبل. وتعرف العلاقات الجزائرية الامارتية انتعاشا على الصعيد الاقتصادي ترجمته الإرادة السياسية والعلاقات الدبلوماسية للبلدين، حيث احتلت الاستثمارات الإماراتية الصدارة في الجزائر منذ سنة 2001 ، حيث بلغت قيمتها المالية 17 مليار دولار. وعرفت العلاقات بين دولة الإماراتوالجزائر قفزة كبيرة في الفترة الممتدة بين 2002 و,2008 حيث ارتفع إجمالي التبادل التجاري بين البلدين من 227 مليون دولار عام 2002 إلى 443 مليون دولار عام .2007 ويمثل نشاط إعادة التصدير من الإمارات إلى الجزائر أهم مكون لإجمالي المبادلات التجارية بين البلدين.وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات ودول المغرب العربي 842 .3 مليار درهم السنة الماضية بحسب آخر إحصائيات عن التبادل التجاري بين دول المنطقة الأربع المتمثلة في الجزائر، تونس، المغرب، وموريتانيا وجاءت الجزائر في المرتبة الأولى من حيث حجم التبادل التجاري بين البلدين محققة 342 .1 مليار درهم كإجمالي صادرات وواردات وإعادة تصدير. وشكلت الإمارات مركزا مهما لإعادة التصدير بالنسبة لدول المغرب العربي، حيث مثلت نسبة 90 بالمائة من إعادة التصدير بالنسبة للجزائر 135 .1 مليار درهم من إجمالي تبادل تجاري ب 342 .1 مليار درهم.