رفضت السلطات النيجيرية، الاثنين، عرضاً تقدمت به جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتطرفة للإفراج عن أكثر من مائتي تلميذة خطفتهن قبل حوالي الشهر في مقابل إطلاق معتقلين من عناصرها. ورفض وزير الداخلية النيجيري عبدو مورو تبادل سجناء أعضاء في "بوكو حرام" بالتلميذات المخطوفات، وقال "ليس على بوكو حرام والمتمردين ان يضعوا شروطهم"، و"من غير الوارد تبادل شخص مقابل آخر". وردا على سؤال عما اذا كان يرفض مثل هذا الشرط، أجاب الوزير "بالتأكيد". وكانت الجماعة بثت الإثنين شريط فيديو جديدا حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه، وظهرت فيه اكثر من 130 فتاة قلن إنهن من التلميذات المخطوفات في منتصف أفريل من شمال شرق البلاد، وأنهن اعتنقن الإسلام. وتحدث في الشريط زعيم بوكو حرام ابو بكر شيكاو 17 دقيقة وهو جالس امام جدار مغطى بقطعة من القماش الأخضر. ثم ظهرت حوالي 130 فتاة جالسات في الهواء الطلق في مكان غير محدد وهن يتلين "الفاتحة". وكانت الجماعة خطفت 276 تلميذة من شيبوك، شرق ولاية بورنو (شمالي شرق البلاد)، حيث معظم السكان من المسلمين، لكن فيها ايضا مجموعة كبيرة من المسيحيين. وخطفت 11 فتاة أخرى في الرابع من ماي من بلدة أخرى من الولاية نفسها. وعرض الفيديو الفتيات وهن يرتدين حجابا اسود او رماديا ولا تظهر سوى وجهوهن، وهن جالسات على الأرض في مكان تحيط به أشجار. وسئلت ثلاث منهن، فقالت اثنتان إنهما مسيحيتان اعتنقتا الإسلام، بينما قالت الثالثة انها أصلا مسلمة. وقالت إحداهن ونظراتها تشير إلى انها مجبرة على التحدث، ان المخطوفات لا يتعرضن لسوء المعاملة. ولم يظهر شيكاو البتة في اي لحظة من الشريط الذي يستغرق 27 دقيقة مع الفتيات اللواتي ظهرن محبطات ومستسلمات لكن غير مرعوبات. وليس هناك اي إشارة يمكن ان تكشف عن موقع تصوير الشريط الذي تعتبر نوعيته أفضل من الأشرطة التي بثتها الحركة المتطرفة سابقا. وبدا شيكاو خلال كلمته مبتسما وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاحا رشاشا على كتفه. وتبنى زعيم "بوكو حرام" الذي تحدث باللغتين العربية ثم الحوسا التي يتكلمها معظم سكان شمال نيجيريا، مجددا عملية خطف الفتيات في شيبوك، مؤكدا ما قاله الاثنين الماضي في شريط فيديو سابق. وبعد ان قال في الفيديو السابق انه يعتبر الأسيرات "سبايا" اكد هذه المرة انهن اعتنقن الإسلام. وقال ان "هؤلاء الفتيات اللواتي تهتمون بهن كثيرا، قد حررناهن (...) وهل تعرفون كيف حررناهن؟ لقد اعتنقن الإسلام". وأضاف "لن نطلق سراحهن الا بعد ان تفرجوا عن إخواننا" الذين تعتقلهم السلطات النيجيرية. وأوضح ان هذه المبادلة لن تشمل الا "اللواتي لم يعتنقن الإسلام" اما اللواتي قبلن ذلك فانهن أصبحن "أخواتنا". ويتزامن بث الشريط الجديد مع اشتداد حملة التضامن الدولية مع الفتيات المخطوفات. وبعد الولاياتالمتحدة، أرسلت بريطانيا وفرنسا خلال الأيام الأخيرة خبراء إلى نيجيريا لمساعدة قوات الامن على البحث عن التلميذات، بينما اقترحت إسرائيل مساعدتها بدورها كما فعلت الصين الجمعة. واقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الأحد عقد قمة حول نيجيريا السبت المقبل في باريس تجمع قادة خمس دول افريقية على الأقل هي نيجيريا والدول الأربع المجاورة لها، تشاد والكاميرون والنيجر وبنين.