أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أن حصيلة حادث المنجم الذي وقع الثلاثاء في غرب تركيا بلغت 232 قتيلا كما أفادت محطات التلفزة. فيما خرجت تظاهرات في أنقرةوإسطنبول تحمل الحكومة المسؤولية، بالموازاة مع إعلان الحداد لمدة ثلاث أيام. وأدلى اردوغان بهذا التصريح أمام الصحافيين في سوما المدينة التي وقعت فيها الكارثة حيث وصل مع أعضاء من حكومته لتفقد الموقع، وكانت حصيلة سابقة للضحايا أعلنها وزير الطاقة تانر يلديز أشارت إلى سقوط 205 قتلى. وألغى أردوغان زيارة إلى ألبانيا بغية التوجه لتفقد مكان الحادث في سوما غرب تركيا حيث كان هناك حشد كبير من العائلات. وقال نور الدين أكول رئيس اتحاد المناجم التركية إن هناك ما بين 100 و150 شخصا لا يزالون في المنجم. ويعتبر الحادث أحد أسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها البلاد. وقد سببه انفجار تلاه حريق في منجم للفحم في سوما، المدينة الواقعة على بعد مئة كلم من إزمير غرب البلاد. وكانت السلطات التركية قالت إن رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى مئات المحاصرين تحت الأرض إثر الانفجار في المنجم. وأفاد مراسل الجزيرة المعتز بالله حسن بأن أعداداً كبيرة من السكان هرعوا إلى مستشفى المدينة بانتظار نشر قوائم بأسماء الضحايا، إذ بالكاد هناك عائلة ليس لها قريب يعمل بالمنجم المنكوب. وأضاف أن رئيس الجمهورية عبد الله غل أمر بتسخير كافة إمكانيات الدولة لإنقاذ المحاصرين في واحد من أسوأ الكوارث في تاريخ تركيا. وأدى الانفجار -الذي وقع أمس منتصف النهار بالتوقيت المحلي في وحدة الطاقة الخاصة بالمنجم في سوما التي تبعد نحو 250 كيلومتراً عن إسطنبول- إلى اندلاع حريق وانقطاع التيار الكهربائي، مما عطل المصاعد تاركاً مئات العمال وقد تقطعت بهم السبل تحت الأرض. ويتمثل الخطر الأكبر على هؤلاء في نقص الأوكسجين مع احتجازهم على عمق حوالي كيلومترين وعلى بعد أربعة كيلومترات من مدخل المنجم. وقد حاول المسعفون ضخ الهواء النظيف في المنجم لكي يصلوا إلى المحتجزين، وأفادت عناصر الإطفاء بأن دخاناً كثيفاً يعوق تقدمهم. وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن 787 عاملاً كانوا داخل المنجم في مدينة سوما ساعة حدوث الانفجار، وإن 363 منهم جرى إنقاذهم حتى الآن. وأبلغ يلدز الصحفيين في سوما أن 80 عامل منجم على الأقل أُصيبوا بجروح، أربعة منهم بحالة خطرة. وقال إن حصيلة القتلى قد ترتفع، وتابع "لقد دخلنا مرحلة حرجة. مع الوقت نقترب بخطى كبيرة من نهاية مأساوية". وبحسب مسؤولين فإن الحادث وقع في وقت كان فيه العمال يتأهبون لتغيير المناوبة، وهو ما يرجح سبب ارتفاع عدد الضحايا نظراً لوجود أعداد من العمال أكبر من المعتاد داخل المنجم حينها. وانهمكت فرق الإسعاف ليلاً في نقل مصابين إلى السطح لأنهم يواجهون صعوبات في التنفس، في حين تجمع مئات الموظفين في الشركة التي تدير المنجم في مكان الحادث. وانتشر عدد كبير من عناصر الدرك والشرطة حول الموقع لتسهيل تنقل عشرات من سيارات الإسعاف بين مكان الحادث ومستشفى سوما. يذكر أن أسوأ حادث مناجم عرفته تركيا يعود إلى عام 1992 حين أسفر انفجار غاز عن مقتل 263 عاملا في إقليم زونجولداك على البحر الأسود، وفي ماي 2010 أوقع انفجار غاز ثلاثين قتيلا من عمال منجم في إقليم زونجولداك أيضا. في غضون ذلك أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على مئات الطلاب الذين كانوا يتظاهرون في أنقرة ضد الحكومة التي يحملونها مسؤولية حادث المنجم. وأرادت مجموعة من 700 إلى 800 متظاهر التوجه من الحرم جامعي في أنقرة نحو وزارة الطاقة الواقعة في المنطقة نفسها تنديدا بالحكومة. ورد المتظاهرون على تدخل شرطة مكافحة الشغب التي استخدمت أيضا خراطيم المياه، برشق الحجارة. كما أثارت الحادثة ردود فعل قوية على شبكات التواصل الاجتماعي لاسيما ضد الحكومة التي اتهموها بالإهمال واللامبالاة حيال مصير العمال والمحرومين عموما فيما وجهت دعوات للتظاهر. وقالت وسائل الإعلام إن تظاهرات تلقائية نظمت في أنقرةوإسطنبول.