عبد الناصر ثم ماذا؟!.. لكل إرهاب أهدافه، إلا هذا الذي يطعن الجزائر في الظهر، فعندما نبدأ عامنا الجديد بتفجير إنتحاري جديد، فإننا نكون قد دخلنا نفقا مبهما ضد عدو لا نعرفه، مادام من دون مسبّبات ومن دون مطالب. ما يعني صعوبة مواجهته في معركة فيها دائما الخاسر ولا رابح سوى الأحقاد.. ففي هذا الشهر ستمضي عشر سنوات منذ اتفاق الهدنة الذي حصل بين قوات الجيش والجناح المسلح للحزب المحظور. وفي هذا الشهر، سيصل سعر برميل النفط إلى مئة دولار، وعندما يجتمع الوقت مع المال، من المفروض أن تنطلق الأمم وتبدأ عامها على أمل أن تفك العقدة التي لازمتها، لكن كل شيء تبخر في لمح انفجار وبإمضاء انتحاري "جاء لا يعلم من أين.. لكنه أتى.. ولقد أبصر قدامه طريقا فمشى". وهو في كل الأحوال "ليس يدري!!". ما يحدث في الجزائر أصبح فعلا يشيّب الولدان، فكل شيء متوفر لأن نكون شعبا ودولة تنافس كل الأمم ومع ذلك نبدأ عامنا بإنجاب إنتحاري يزرع مزيدا من الأحزان وأيضا مزيدا من الخوف. ولا أحد يفهم لماذا؟ ولا ماذا بعد كل هذا؟!.. هل هي القاعدة؟ ومن هي القاعدة هذه التي قتلت الناس في كل مكان، إلا في إسرائيل وأبكت كل شعوب العالم،إلا في إسرائيل ونكّست رايات كل الدول حزنا على قتلاها، إلا العلم السداسي النجمة؟ وكانت آخر إطلالة لأسامة بن لادن قد أبانت حقيقة القاعدة التي رضعت اللبن الأمريكي وتربّت في حجر المخابرات عندما اتهم بن لادن السيد حسن نصر الله بالنفاق، لأنه حارب إسرائيل، فأدخل اليونيفيل إلى جنوب لبنان، بالرغم من أن أعمال القاعدة لم تدخل اليونيفيل فقط وإنما فتحت أبواب أفغانستان، بلد العظيم جمال الدين الأفغاني، لكل الأمم وفتحت أبواب العراق بلد العظيم المعتصم لكل الأمم، وقد تفتح بقية الأبواب لمزيد من الأقدام الغازية بعد أن أدخلت كل الأجناس إلى بيوت المسلمين وأماكنهم المقدسة وإلى حجرات نومهم.. وحتى إلى أسرّتهم الحميمية.